أصدرت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان تقريرا عن انتخابات نقابة السينمائيين التي أجريت يوم الأحد الماضى على مقاعد النقيب ومجلس النقابة الذي يبلغ 12 مقعدا؛ حيث أجريت الانتخابات بمقر مسرح فيصل ندا وشهدت إقبالا غير مسبوق وحضور مكثف من الناخبين للإدلاء بأصواتهم. وذكر التقرير أن الانتخابات شهدت تنافسا ضاريا بين النقيب السابق مسعد فودة، والسينمائي والمخرج المعروف علي بدرخان، وهي تكرار لذات المعركة السابقة التي أجريت في عام 2009 كما شهدت مقاعد المجلس تنافسا بين قائمتين، مثلت الأولى قائمة الثورة ، بينما جاءت القائمة الثانية بدعم من المرشح مسعد فودة ومن أعضاء المجلس الذين قاموا بالترشح : شكري أبوعميرة ، عبد الحكيم التونسي، كما جرى التنافس على مقعد المجلس بين 68 مرشحا وتنافس قائمتان على موقع مجلس النقابة الأولى باسم " قائمة النقابة أولا " مصر الثورة؛ وجاء ضمن القائمة أحمد صلاح ، أيمن مكرم ، تامر حبيب ، سامح سليم ، سيد فؤاد ، شريف محمد ، عمر عبد العزيز ، عمرو عابدين ، محمد خضر ، محمد علي ، مريم نعوم ، مها عرام؛ أما القائمة الثانية فجاء على رأسها مسعد فودة على مقعد النقيب ومعظم اعضاء القائمة من المنتمين للتليفزيون. وشهدت هذه الانتخابات صراعات حادة بين المتنافسين، خاصة بعد الأنباء التي ترددت بأن السينمائيين يريدون إبعاد التليفزيونيين من النقابة، اعتمادا على أنها نقابة للسينمائيين، لذلك سيصر التليفزيونيون على الحضور بشكل أكبر. وأثيرت عدة انتقادات من المتواجدين "أعضاء أو مرشحين" لتخصيص مسرح فيصل ندا كمقر الانتخاب لعدم صلاحيته ولضيق مساحته، ولا يسمح باستقبال الكثيرين، وانتقد المرشح "علي بدرخان" اختيار يوم الأحد لإجراء الانتخابات ، وهو يوم عمل رسمي ينشغل فيه الناخبون ومهندسو الديكور لتصوير أعمالهم الرمضانية كما انتقد اختيار مسرح "فيصل ندا لإجراء الانتخابات، موضحا أن السبب في ذلك هو ممدوح الليثي رئيس اتحاد النقابات الفنية، وفي نفس الوقت أكدت مها عرام المرشحة لعضوية مجلس إدارة النقابة عن استيائها لعدم صلاحية المسرح لإجراء الانتخابات واصفة بأنه غير ملائم للحدث. وقد شهدت الانتخابات حالة من الفوضى وعدم التنظيم خاصة أن المرشحين لا يجدون مكانا يقومون فيه بالإدلاء بأصواتهم ويقومون بالتصويت أمام الصناديق وليس خلف ستائر كما هو متبع في أي انتخابات نزيهة. كما شهدت ساحة المسرح الخارجية العديد من المشاجرات نتيجة الزحام الشديد وصغر مساحة المسرح وارتفاع درجة الحرارة؛ وشهدت اللجان طوابير طويلة نظراً لصغر الغرف المخصصة للانتخاب. وعن النتائج، ذكر التقرير أن المجلس خلا للمرة الأولى من أي سيدة ، عكس المجلس السابق الذي نجحت فيه 4 سيدات. وقد أكد عدد من أعضاء نقابة المهن السينمائية - وهم من السينمائيين - أنهم سيقومون بتأسيس نقابة مستقلة لهم. كما أصدر أيمن مكرم أحد السينمائيين بيانا جاء فيه أن السينمائيين يعتزمون إنشاء نقابة جديدة مهنية محترمة، تضم الكثير من رموز السينمائيين فى مصر، على رأسهم رأفت الميهى ووائل إحسان وغيرهم. بينما أكد البعض ممن كانوا يدعمون بدرخان وفازوا بعضوية المجلس ومنهم د. محمد خضر أن النقيب لا يملك إلا صوته فقط فى المجلس والسياسات التى تقر من الآن ستكون بموافقة أعضاء المجلس. بهذه النتيجة لم يشهد مقعد النقيب تغييرا، فقد فاز فيه فودة بفارق 59 صوتا عن بدرخان. بينما شهدت مقعد المجلس نسبة تغييرا كبيرا وصلت إلى ما يزيد على نصف أعضائه ودخل أعضاء وقفوا ضد النقيب الحالي، خاصة لمواقفه المؤيدة للنظام السابق. بينما فشل بدرخان في حشد عدد أكبر من الجمعية العمومية للتصويت لصالحه. وتثير هذه النتيجة عددا من الأسئلة حول مستقبل النقابة ؛ هل تؤدي هذه النتيجة إلى التعايش بين كل من أعضاء المجلس والنقيب ذاته ، ويصلا إلى صيغة متوافق عليها لإدارة شئون النقابة؟ ويتعارض الأمر مع تفكير السينمائيين في الخروج من النقابة الحالية وإنشاء نقابة أخرى مهنية مستقلة لإحساسهم بسيطرة فودة وأعضاء النقابة من المنتمين للتليفزيون على الجمعية العمومية. بينما جاء استمرار فودة على مقعد النقيب انتصارا من أغلب أعضاء الجمعية العمومية لمنطق الخدمات بذلك تكون هذه الانتخابات فشلت في التغيير في مقعد النقيب، بينما أحرزت نجاحا نسبيا في التغيير على مستوى مقاعد المجلس ، بعكس نقابة الممثلين التي أحرزت انتخاباتها في الشهر الماضي نجاحا على مستويي النقيب ومجلس النقابة.