قال تعالى «وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو» «البقرة 36» فإن الله تعالى أهبط آدم وحواء ومعهما ابليس الى الارض وأصدر الأمر له أي ابليس بقوله: «واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان الا غرورا» «الاسراء 64». والجلب لغة: هو صراخ الفارس على ظهر الحصان في الحرب ثم قال سبحانه: يا آدم اجمع لك العلم كله في أربع كلمات: واحدة لي، وهى الا تشرك بي شيئاً وواحدة لك وهي أجزيك بعملك وواحدة بيني وبينك فمنك الدعاء ومن الاجابة واما التي بينك وبين الناس فان ترضى لهم ما ترضي لنفسك. وان الله سبحانه وتعالي قال «أجيب دعوة الداعي إذا دعان» أردفها بقوله الكريم «فليستجيبوا لي» فان الله وسبحانه وتعالى يطلب منا الاستجابة له قبل أن يستجيب هو لنا ومثال على ذلك فاذا كان العبد بخيلاً شحيح النفس ضنينا بما آتاه الله في مال وفير على الآخرين في وقت الحاجة فكيف يدعو الله بعد ذلك بقوله يا كريم ارزقني! فإذا كنت كريما مع الناس كان الله معي كريما بل أكرم هو الكريم. وأفضل لحظات الدعاء عندما يكون الانسان ساجداً فالسجود مكان القرب: «واسجد واقترب» «19 العلق» ولهذا يقول عليه الصلاة والسلام؟: «أقرب ما يكون العبد الى ربه وهو ساجد جبهته وهي أشرف وعلى مكان في جسمه على الأرض بين يدي الله تعالى هنا تكون درجة القرب وهنا يمكن سريان الاتصال الروحي بين العبد وربه، وقال صلى الله عليه وسلم «ادع الله وأنت موقن بالاجابة»؟ فاذا دعوت وأنت متردد في تحقيق الدعاء وتحقيق الرجاء فكذلك تكون الاجابة. فلندع الله ونحن على يقين من كرم الرحمن بتحقيق رجاء الدعاء ليتحقق الدعاء.