أكد سامح شكري وزير الخارجية أن مصر لن تسمح مطلقا بأي وجود دولي على أراضيها في اطار الشروط التي تطرحها حركة المقاومة الاسلامية «حماس» لقبول المبادرة المصرية للتهدئة ووقف إطلاق النار في غزة. جاء ذلك خلال لقاء الوزير مع رؤساء تحرير الصحف والمجلات المصرية بمبنى وزارة الخارجية عقب حفل الإفطار الذي أقامه أمس ، وردا على سؤال «الوفد حول حقيقة هذه الشروط ومدى وجود مساحة للتفاوض عليها ، خاصة فيما يتعلق بالمعابر بين غزة الفلسطينية وسيناء المصرية.. قال الوزير: «إن معبر رفح من الجانب المصري خط أحمر ، ونحن نرفض مسألة تدويل المعابر دائما، من منطلق ان مصر ليست طرفا في الحصار الذي تفرضه اسرائيل على غزة». وحول باقى الشروط التي تطرحها حماس قال وزير الخارجية: إن «حماس لها مطالب ورؤية فيما يتعلق بإدارة قطاع غزة، ونحن نرى ضرورة الحديث عن ذلك، بعد وقف إطلاق النار». وفند وزير الخارجية مزاعم بعض قيادات حماس بأن مصر تجاهلت التشاور مع الحركة قبل طرح المبادرة .. وكشف عن اتصالات جرت مع قيادات حماس عبر وسطاء بالقاهرة ينتمون للحركة ، وكذلك اتصالات مع الجانب الاسرائيلي. وقال: «تشاورنا مع حماس قبل طرح المبادرة، عبر قيادات في حركة حماس نفسها، والمبادرة استندت إلى وساطة مصرية، وأن مصر تكون ضامنة لتنفيذ كل طرف التزاماته في المبادرة». كما كشف شكري عن مفاجأة كبيرة، مؤكدا أن واشنطن لم تطلع على بنود المبادرة المصرية إلا بعد نشرها، ومع ذلك أعلنت الولاياتالمتحدة دعمها للمبادرة وللدور المصري . وقال إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتصل به أمس الأول لمدة 40 دقيقة، كما اتصل به في اليوم السابق مرتين، وكذلك تلقى اتصالات من وزراء خارجية دول أوروبية، يعربون عن سعادتهم بالدور المصري في أزمة غزة .. وكل ذلك يؤكد ان المجتمع الدولي يرحب ويثمن دور مصر الإقليمي والدولي. وأضاف وزير الخارجية: «إننا في الاتصالات التي أجريناها مع الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لم نكن محايدين بين الطرفين، وإنما ننحاز لحقوق الشعب الفلسطيني، فمصر حاربت طوال أكثر من نصف قرن من أجل حقوق الفلسطينيين». وأكد ان العالم يدرك أن مصر مفتاح رئيسي لاستقرار المنطقة، وأن الدماء الفلسطينية التى تراق كل لحظة تتحملها الأطراف الرافضة المبادرة المصرية. وحول علاقة مصر بحركة حماس قال وزير الخارجية إن بها قدرا عاليا من التوتر والصعوبة نتيجة التوجه العقائدى لحماس، وأضاف: المشكلة أن سياسة حماس ترتبط بفكر عقائدى يجعل نقطة الاتصال والتلاقى مع مصر شبه مستحيلة. واستطرد شكرى قائلا: «لكن ومع ذلك فإن مصر تتعامل مع حماس فى إطار حماية المصالح الفلسطينية وفى إطار يصب أيضا فى مصلحة مصر مع الأخذ فى الاعتبار أن هناك خطوطا حمراء لا يمكن لمصر أن تقبلها أو تقبل بتجاوزها». وأكد سامح شكرى وزير الخارجية أن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار والعدوان على الشعب الفلسطينى تندرج فى إطار الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى، وعدم إراقة الدماء الفلسطينية أو إزهاق أرواح الأبرياء من الفلسطينيين. وأكد وزير الخارجية أن «الشعب المصري شديد التعاطف مع الشعب الفلسطيني، ولكن ربما يكون هناك امتعاض من تورط قيادات في حماس في الارتباط بتنظيم الإخوان، بحكم الارتباط العقائدي، ولكن أشقاءنا في غزة يتعرضون لحصار وإبادة، ومصر لن تتوانى عن دعمهم، والشعب الفلسطيني يدرك حب ودعم الشعب المصري له، ومصر قادرة على التعامل مع حماس بما يحفظ حقوق مصر، دولة وشعبا». وكشف سامح شكري عن سر تعمد حماس تفجير الأزمة الحالية في غزة ، وتعنتها في قبول التهدئة ووقف إطلاق النار مما أدى الى مزيد من التأزم ووقوع الضحايا .. وقال : إن هناك مخططا للضغط على مصر فى أزمة غزة، وأن الأزمة لها بُعد آخر تحاول من خلاله حركة حماس استعادة شعبيتها التي تدهورت بالشارع الفلسطيني فى الآونة الأخيرة، وبعد سقوط حكم الاخوان في مصر، وأكد شكرى أن المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار والعدوان على الشعب الفلسطينى تندرج فى إطار الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطينى، وعدم إراقة الدماء الفلسطينية أو إزهاق أرواح الأبرياء من الفلسطينيين. واتهم الوزير محور «حماس- قطر- تركيا» بمحاولة إفشال الدور المصرى الذى يعد بمثابة حائط الصد ضد المخطط الرامى لتفتيت المنطقة إلى دويلات متحاربة، مستشهدا على ذلك بما يحدث فى ليبيا والعراق وسوريا والسودان. وأضاف أن هذا المحور يستهدف أن ينزع عن مصر وضعها كطرف فاعل قادر على التأثير على الموقف الإسرائيلى الذى يدرك جيدا دور مصر وأهميته بالمنطقة.