جاء دعم واشنطن للاجتياح البرى لقوات الاحتلال لقطاع غزة أمس، ليكشف النقاب عن سياسات أمريكا ومزاعمها بالدفاع عن حقوق الإنسان والانتهاكات التى يتعرض لها المواطنين فى جميع المناطق، وكأن المعايير المزدوجة الذى تتبعها الولاياتالمتحدة فى تحقيق مصالحها الخاصة لم تُخفِ يومًا مطامعها فى الأراضى الفلسطينية والعربية، وما بين هذا وذاك تقف منظمات حقوق الإنسان الدولية مكتوفة الأيدى أمام سياسيات أمريكا ومصالحها الخاصة. واعتبر عدد من أعضاء المجلس القومى لحقوق الإنسان والنشطاء أن دعم واشنطن لهذا الاجتياح يؤكد على مشاركتها فى هذة الجريمة، كما أن تخاذل منظماتها الدولية تجاه هذا العدوان يأتى ليدل على أن الولاياتالمتحدة لا تقوم سوى على مبدأ المصلحة وليس مناصرة حقوق الإنسان، وأنما هى ادعاءات فقط. من جانبه قال حافظ أبوسعده رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن دعم واشنطن للغارات البرية التى تشنها قوات الاحتلال على الحدود البرية لقطاع غزة يمثل عقابًا جماعيًا يخالف كل قواعد حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن هناك صمتًا من منظمات حقوق الإنسان التى تحركت فورًا فى ظل أحداث مشابهة لما يحدث فى غزة. وأكد أبو سعدة أن العدوان على غزة ينذر بحدوث مجزرة جديدة فى ظل غطرسة قوى الاحتلال، لافتا إلى أن منظمات المجتمع الدولى لحقوق الإنسان لديها معايير مزدوجة، خاصة وأنها تملك وقف هذا العدوان، لكنها لا تلتزم بالمعايير الدولية إلا فيما يخص مصالحها الشخصية فقط. وطالب رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان بتحرك المجتمع الدولى، وكذلك قيام المنظمات الحقوقية بجمع المعلومات الخاصة بهذا العدوان وإرسالها إليه لوضعه أمام مسئوليته، بالإضافة إلى وضع غزة تحت حماية دولية ضد الغارات الإسرائيلية. من جانبه أشار عبد الغفار شكر، نائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، إلى أن دعم واشنطن لاجتياج إسرائيل الحدود البرية لغزة هو أمر طبيعى، خاصة أن واشنطن هى حامية إسرائيل فى أى عدوان، وتعد ذلك دفاعًا عن الأمن القومى، مضيفًا أن موقف واشنطن تجاه الشأن المصرى يختلف عن موقفها تجاه ما تفعله إسرائيل فى غزة. وأوضح "شكر" أن منظمات حقوق الإنسان الدولية تكيل بمكيالين حسب مصالحها الخاصة، مطالبًا بضرورة تقديم المعلومات التى تجمعها منظمات حقوق الإنسان إلى المنظمات الدولية لاتخاذ خطوات واضحة تجاه هذا العدوان. بينما أوضح كمال عباس، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن مساندة واشنطن لما يحدث فى غزة ضد الإنسانية وانتهاك لبنود اتفاقية جنيف، مشيرًا إلى أن أمريكا تفصل معايير حقوق الإنسان وفقًا لمصالحها الشخصية . وأضاف عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان أن معايير حقوق الإنسان ليست مبدأ تقوم عليه أمريكا فى مواقفها لما يحدث فى الدول العربية قائلاً: "المصالح تحكم الشعوب وليس المبادئ"، مؤكدًا أن موقف منظمات المجتمع الدولى من الاجتياح الإسرائيلى "مُخزٍ"، وعلى رأسها جامعة الدول العربية، لافتًا إلى أن هذه المنظمات عليها أن تتخذ موقفًا حاسمًا من الأحداث والغارات التى تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة. واتفق معه فى الرأى حازم منير عضو مجلس حقوق الإنسان الأسبق، الذى أكد أن السياسية الامريكية تعانى من ازدواجية شديدة فى تطبيق معايير حقوق الإنسان، مضيفًا أنه ليس من الغريب عليهم دعم الموقف الإسرائيلى تجاه الاجتياح البرى لقطاع غزة. وأشار "منير" إلى أن إسرائيل وأمريكا وحماس يحاولان إشعال النيران فى الشرق الأوسط وتفتيته وإعادة مسلسل الفوضى مرة أخرى بعد نجاح الثورة فى إنهائه، لافتًا إلى أن هذا الدعم يخالف القانون الدولى، قائلاً: "المنظمات الدولية التى لطمت الخدود على فض رابعة تطبق معايير سياسية وليست حقوقية".