فى مشهد اجتمعت فيه دموع الفرح وصراخ الدهشة, استقبل أوائل الثانوية العامة, مُكالمة الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم, لتهنئتهم وإخبارهم بأنهم من ضمن أوائل الثانوية العامة على مستوى الجمهورية. وأعرب عدد من أوائل الثانوية العامة خلال حديثهم مع "بوابة الوفد" اليوم الثلاثاء, أنهم لم يتوقعوا أن تُدرج أسماؤهم ضمن أسماء أوائل الثانوية العامة لهذا العام, حيث أكدوا أن سعادتهم تضاعفت بعدما هنأهم وزير التربية والتعليم بنفسه هاتفيًا. يقول الطالب مروان عادل فارس, الأول مُكرر على الجمهورية شعبة علمى رياضة, بمجموع درجات 409 درجات, الذى يدرس بمدرسة المعادى العسكرية, التابعة لإدارة المعادى التعليمية, إنه لم يصدق فى البداية أنه ضمن أوائل الثانوية العامة, معرباً أن المُكالمات التى وردت إليه فى بادئ الأمر كانت "عادية" إلى حد كبير, وهو ما أثار شكوكه حول جدية هذه المكالمات, إلى أن هاتفه الدكتور محمود أبو النصر وزير التربية والتعليم, ليخبره بنفسه أنه ضمن أوائل الثانوية العامة, حينها تيقن مروان أنه بالفعل أحد أوائل الثانوية العامة – حسبما روى الطالب ل"بوابة الوفد". ويتحدث الطالب مروان ل"بوابة الوفد" عن شعوره عندما هاتفه وزير التربية والتعليم, قائلاً: "طبعاً كان شعور فظيع, ما كنتش قادر أصدق, وكنت ساعتها فى الشارع ودوشة حوالية, وكنت سعيد جداً الحمد لله". ويضيف مروان: "أردت أن تكون والدتى, هى الشخص الأول الذى يعلم بأننى ضمن اوائل الثانوية العامة, وأن الوزير هاتفنى شخصياً لتهنئتى, حيث فوجئت بانهمار دموعها فور إخبارها بما حدث". وأشار مروان, إلى أن الغش كان أكثر ما يضايقه خلال فترة الإمتحانات, مؤكداً أن بعض الطلاب كانوا يحاولون الغش عبر أسايب متعددة, مثل الموبايل, وسماعات البلوتوث وغيرهما, حيث شبه الطالب هذه المحاولات باستيلاء البعض على ما لا يستحقونه. وعلق الأول مكرر على الجمهورية شعبة علمى رياضة, على تسريب أوراق أسئلة الإمتحانات لبعض المواد, على صفحات مواقع التواصل لإجتماعى قائلاً: "أنا ما شفتش أى حاجة من دى, لأنى ما كنتش بدخل على النت خلال فترة الإمتحانات أساساً, انا كنت بسمع بس إن فيه إمتحانات بتتسرب, وبينزل معاها إجاباتها, لكن أنا سمعت إن الإجابات بتكون فى كتير من الأحيان غلط, بس أنا دايماً مؤمن إن ربنا مش حيساوى بين حد حل بمجهوده وتعبه وبين حد نجح بالغش". وبسؤال "بوابة الوفد", للطالب مروان, عما إذا كان قد اعتمد على الدروس الخصوصية خلال فترة دراسته, رد قائلاً: "أكيد كنت بعتمد على الدروس الخصوصية, لأن المدرسة فى 3 ثانوى ما كانش لها أى دور", مطالباً وزارة التربية والتعليم بزيادة المدة الزمنية للحصص اليومية, لافتاً إلى أن المدة الزمنية الحالية للحصص, لا تكفى كلاً من الطالب والمدرس للوفاء بمتطلبات العملية التعليمية لافتاً إلى أنه يريد الإلتحاق بكلية الهندسة قسم طيران . بينما أوردت الطالبة نورهان حاتم, التاسعة مكرر على الجمهورية, شعبة علمى رياضة, أنها اعتمدت على الدروس الخصوصية فى ثلاث مواد فقط, وهم اللغة العربية والفيزياء والكيمياء, إلا أنها اعتمدت على المراجعات فقط فى باقى المواد , حيث أبدت نورهان رغبتها فى الإلتحاق بكلية الهندسة قسم التخطيط والعمارة, كونها تهوى الرسم منذ الصغر. جاء ذلك فى حين أعربت الطالبة دعاء خيرى سيد, الأولى على الجمهورية, شعبة علمى علوم, بمجموع درجات 409.5 درجة, أنها اعتمدت على الدروس الخصوصية فى كافة المواد, نظراً لما أسمته "الإهمال" فى المدارس الحكومية, وغياب الإهتام بالمقررات الدراسية بها, مطالبة الحكومة بإعطاء المدرسين كافة حقوقهم, حتى يخصص المدرس بذلك كافة طاقاته لطلاب المدارس الحكومية – حسب قولها. ولفت أوائل الثانوية العامة خلال حديثهما إلى "بوابة الوفد", أن التحدى الأبرز الذى واجههم خلال فترة الإمتحانات, تمثل فى انقطاع اليار الكهربائى بشكل مستمر, فى ظل درجة حرارة مرتفعة وغياب التهوية الجيدة, نظراً لتوقف أجهزة التكييف أو المراوح التى تعمل بالتيار الكهربائى, حيث أكدوا أنهم تغلبوا على جزء من هذا التحدى, وهو الجزء الخاص بالإضاءة, من خلال الإستعانة بمولدات الكهرباء والكشافات, حيث قالت الطالبة دعاء خيرى: "كنت مضطرة للمذاكرة ليالى كتيرة على ضوء منخفض, لغاية ما عينى توجعنى, بعدها أقوم أريح شوية لغاية عينى ما تهدى, وبعدين أرجع أكمل مذاكرتى". وبالحديث عن الأجواء التى حرص أولياء أُمور أوائل الثانوية على توفيرها لأبنائهم خلال فترة الإمتحانات, قالت والدة الطالب مروان فارس: "حاولت أخلى البيت هادى شوية, وكنت بعمله أى حاجة هو عايزها طول ما هو بيذاكر فى أوضته, حتى ساعات لما ألاقيه طوّل أقوى فى المذاكرة, كنت أدخل له وأقوله يقوم يقعد معانا شوية عشان يفك عن نفسه" – حسب تعبيرها. فى حين قالت والدة الطالبة دعاء خيرى: "كنت دايماً بحاول أهدّيها لما ألاقيها متعصبة, وكنت على طول بطمنها وأقولها إن شاء الله ربنا مش حيضيع تعبك, خلى إيمانك بالله وثقتك فيه كبيرة". وتابعت: "وكنت دايماً لما الكهربا تقطع, أروح أجيب لها كشاف عشان تذاكر عليه, وكان عندى إحساس أنا وأهلها وأساتذتها, إنها هتبقا من العشرة الأوائل, لكن الأولى دى عمرى ما تخيلتها الصراحة, لكن ربنا قدر لها الخير على قد تعبها". أما والدة الطالبة نورهان حاتم, فقد ألمحت قائلة: "كنا بنحاول نبعدها عن أى مشاكل أو أى حاجة بعيدة عن مذاكرتها, وكنت على طول بعملها الأكل اللى هى بتحبه, عشان نفسيتها تكون مرتاحة طول مدة الإمتحانات"