في كلمته التي أطلقها من قطر - حيث يقيم - وأذاعتها قناة الجزيرة تحدث خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس قائلاً: إن الفلسطينيين ينتظرون «نخوة» الجيش المصري لمقاومة العدوان الإسرائيلي الغاشم علي غزة. وقد تعجبت من تبدل حديث السيد مشعل، الذي كان دائماً مهاجماً للجيش المصري سواء باللفظ وأحياناً بالسلاح، والذي وصل لاغتيال 16 جندياً مصرياً وهم يتناولون أول شربة ماء في إفطار رمضان، دون أن يشعر هؤلاء الأفاعي بأي ذنب أو تأنيب ضمير، ولما ذهبت نتائج التحقيقات للمعزول مرسي أمر جهات التحقيق بالتكتم علي اتهام حماس حتي يا يؤجج مشاعر المصريين نحو فرع عصابتهم حماس. بل إن جماعة حماس ما توانت لحظة في التخطيط لإيقاع الخسائر بالجيش المصري، ولعل تدريبات كتائب القسام التي حملت شعارات رابعة وصورة المعزول وهي تحمل الأسلحة الرشاشة والمدافع لا يمكن لأي إنسان أن يتجاهلها أو يغض عنها الطرف في تحد سافر لمشاعر كل المصريين. صحيح أننا نشعر بكل التعاطف والمواساة لما يحدث لأشقائنا في غزة الذين اعتبرهم أسري لعصابة حماس أكثر منهم أسري لاحتلال إسرائيلي غاشم، فما تفعله عصابة حماس في هؤلاء البؤساء لا يقل ضراوة عما تفعله بهم عصابات الصهاينة. ومن هنا فإن كل مصري يتمزق علي الدماء الطاهرة الزكية التي تسيل علي أرض غزة الصامدة الأبية، لكن هذا التعاطف لا يعني علي الإطلاق أن ننسي جرائم عصابة حماس ضد الشعب المصري وفي القلب منه جيشه العظيم، فلم تتوقف مؤامرات حماس يومياً ضد مصر وشعب مصر، وقد حفروا الأنفاق التي أدخلوا عن طريقها السلاح بمختلف أنواعه وهو الذي يستخدم الآن لقتل أولادنا بدم بارد في سيناء.. بل وصل بهم الأمر لتهريب القتلة من سيناء إلي غزة، ناهيك عن عشرة آلاف سيارة تمت سرقتها وعبورها إلي غزة عبر هذه الأنفاق، التي كانت تمثل نزيفاً دائماً للاقتصاد المصري وتهديداً أكبر للأمن القومي في بلادنا قد يقول قائل: يا سيدي مش وقته هذا الحديث.. خاصة مع الأزمة التي يعانيها أهلنا في غزة.. لكني أرد عليه بأن التعاطف المصري شعباً وحكومة مع الغزاوية ينبغي ألا ينسينا جرائم هذه العصابة في حق الشعب المصري والجيش المصري الذي ينتظر السيد مشعل نخوته، هل تستطيع القيادة في مصر أن تأمر ضباطها وجنودها لنصرة قادة حماس وهم يرون هذه القيادات وأيديهم ملطخة بدماء زملائهم؟.. هل نسمح لأحد أياً كان أن يجرنا إلي حرب دون أن نحدد نحن ساعة بدايتها ونهايتها؟ فهؤلاء القادة هم من زرعوا الحقد في نفوس المصريين بأفعالهم الخسيسة نحو جيشنا الذي ضحي بالغالي والنفيس من أجل القضية الفلسطينية، فلا أحد يستطيع أن ينكر تضحيات الجيش المصري العظيم من أجل القضية الفلسطينية ونصرة شعب فلسطين، ومع كل ذلك أنكر هؤلاء الجاحدون أفضالنا وأفعالنا بل أصيبوا ب «الحول الضميري» فوجهوا رصاصاتهم نحو صدور أشقائهم في مصر بدلاً من صدور الإسرائيليين، بل إن حضن مصر الدافئ الذي كان مفتوحاً لهم علي الدوام تلقي منهم الطعنات بدلاً من القبلات! إذن نحن مع الشعب الفلسطيني وأهل غزة تحديداً بقلوبنا وبدمائنا - كعادتنا دائماً - لكن هذا التعاطف لا يعني أبداً رضاءنا عن أفعال وجرائم عصابة حماس، بل إن هذا الإجرام - كما أسلفت - طال شعب غزة نفسه حتي وصل بهم الأمر لتكسير عظام مخالفيهم وإيقاع أبشع صنوف العذاب لمعارضيهم ممن ينتمون لحركة فتح أو الحركات غير التابعة لهم. يا سادة مصر لن تنسي من وقف معها في أزمتها، وكذلك لن تنسي من وقف ضدها واقتحم سجونها وأطلق الرصاص في صدور أبنائها.. وليس ذلك الحديث إلا رداً علي حديث السيد مشعل وانتظاره نخوة الجيش المصري الذي كانت حركته تصفه يومياً ب «جيش العار». ندعو الله أن يخلص شعب غزة من العدوان الإسرائيلي والحمساوي معاً.