العزبة البيضاء.. مثال صارخ علي تجاهل الحكومة لمشكلات المواطنين وتفاقمها يوماً بعد آخر، العزبة تقع في حي المرج، بمحافظة القاهرة، إلا ان مسئولي المحافظة يلقون بالمسئولية علي محافظة القليوبية بحجة أن أرض العزبة البيضاء مقسمة علي جزءين يتبع كل جزء منهما محافظة من المحافظتين ومن هنا تضع حقوق سكانها الذين يصل عددهم إلي قرابة 12 ألف نسمة وتبقي أزمات العزبة البيضاء بلا حل مثل أزمة الخبز وتلال القمامة وطفح مواسير الصرف الصحي وانتشار بركة الصرف التي تغرق العزبة وتحاصر المنازل واستمرار معاناة الأهالي مع مياه الشرب الملوثة، ماهي مشكلات العزبة البيضاء؟ هل هناك جهود حقيقية لحلها؟.. ولماذا يتجاهل المسئولون حل مشكلات سكانها؟. سكان العزبة البيضاء يشكوي من تجاهل المسئولين لحل مشكلات المنطقة وأبرزها صعوبة الحصول علي رغيف الخبز، حيث يخوض الاهالي معارك يومية للحصول علي رغيف العيش، لوجود فرن واحد فقط يقدم خبزا مدعما وفرنين آخرين يقدمان الخبز بأسعار سياحية تصل إلي 25 و509 قرشاً. تلال قمامة بخلاف الخبز وهناك مشكلة اخري تهدد صحة الواطنين وهي انتشار أكوام القمامة والقاذورات بروائحها الكريهة التي تزكم الأنوف وتسبب الأمراض الخطير،ة كما تعد القمامة مرتعا للكلاب والقطط الضآلة والحشرات والناموس والبعوض وطالب سكان العزبة المسئولين كثيرا بنظافة شوارع العزبة من القاذورات واضاءته، لكن لا أحد يستجيب. كما يشكو سكان العزبة البيضاء ايضا من مياه الشرب الملوثة لاختلاطها بالمياه النظيفة بسبب طفح بالوعات ومواسير الصرف الصحي المستمر التي تم تركيبها بالجهود الذاتية للأهالي وقطر المسورة 6 بوصات ولا تسمح بسريان كميات كبيرة من الصرف، وعادة ما تطفح وعندما يقوم بنزحها الاهالي ترجع مرة أخري. الأمر الذي يؤدي إلي انتشار الأوبئة والامراض الخطيرة بين السكان. عذاب يومي الوفد التقت ببعض سكان المنطقة وتحدثوا عن معاناتهم كريم ابن ال 11 عاما يتحدث بآسي: علشان أروح للمدرسة لازم أمشي ساعة تقريبا وأخوض في مياه المجاري ولازم أعدي علي معدية عاملينها بالطوب الأحمر، ومرة واحد قريبي كان رايح معايا المدرسة وقع في المية .. بس الحمد لله لحقناه . وتقول أم عمر من سكان العزبة البيضاء ان ارتفاع منسوب مياه المجاري في المنطقة وصل إلي مترين حتي عزقت عتبات البيوت في مياه المجاري ، مما اضطرنا الي ردم التراب فوق المياه بالجهود الذاتية ولكن حاليا المياه تدفقت مجدداً .ويرجع تلوث مياه الشرب إلي اختلاط مياه الصرف مع مياه الشرب في المواسير المجاررة لها والنتيجة اصابة اطفال العزبة بأكملهما بأمراض الفشل الكلوي وحساسية الصدر، ومع كل ذلك الحكومة ودن من طين وودن من عجين. وبمزيج من الغضب والمرارة يتحدث أبو سيد ولديه 7 أولاد أرزقي : احنا لو حيوانات الحكومة مش هاتسيبنا نعيش وسط المجاري بالشكل ده، كما ان القمامة تمثل لنا مشكلة كبيرة ايضا وشديدة الخطورة وتتسبب في تواجد الحشرات والناموس والقوارض وتؤدي لانتشار الامراض والأوبئة والروائح الكريهة. أمراض قاتلة علي أحمد لديه 3 أولاد من سكان العزبة يقول: أكبر مشكلة في العزبة البيضاء هي الصرف الصحي، فالمنطقة بأكملها تعوم في بركة مياه صرف تفوح منها الروائح الكريهة وتكمن بداخلها العديد من الأمراض الوبائية بالاضافة إلي انتشار أسراب الذباب والبعوض ليلاً ويخشي سكان العزبة من انهيار المنازل التي تآكلت بسبب مياه الصرف الصحي أننا نطالب المسئولين بأن ينزلوا إلينا ويعيشوا متاعبنا ليتعرفوا علي مشاكلنا بأنفسهم ويشعرون بمعاناتنا اليومية. منازل غرقانة خلال مرورنا وسط منازل المنطقة وجدنا سيدة مسنة حاولت الخروج من منزلها بصعوبة ولفت نظرنا أنها تحاول الخروج فوق لوح خشبي تم رفعه من الجانبين بواسطة قوالب الطوب، وبصعوبة قالت اسمي عايدة عبدالعزيز عمري 63 سنة ، وزوجي متوفي وأعيش بمفردي في هذه الشقة الضيقة التي امتلأت بالمياه ، وأثاثي عبارة عن كنبة دولاب قديم منذ زوجي من 50 عاما ، وأقوم بإعداد الطعام فوق هذه الكنبة ثم أقوم برفع الأواني ووضعها علي عدة قوالب من الطوب، نظرا لارتفاع مياه الصرف داخل الشقة ، وأيضا استخدام الكنبة اثناء نومي المستقطع نظراً لاسراب الباعوض والذباب التي تهاجمنا ليل نهار .. لقد تدخل أولاد الحلال وقاموا بتجميع مبالغ من الاهالي لكسح المياه وبعد يومين فوجئنا بارتفاع المياه داخل الشقة مرة اخري فاضطررت للرضاء بهذا الوضع لعدم قدرتي علي رفع تكاليف كسح مياه المجاري مرة أخري. وأضافت أم أيمن لديها طفلتان من سكان العزبة ان وحدة التنظيم الاسرة الموجودة بالعزبة لا تؤدي خدماتها كما ينبغي بل انها مجرد مبني موجود ليملأ فراغاً وطبيبة الوحدة عادة ما تأتي لمدة 10 دقائق وتمشي سريعا ولا تنتظر أحداً من المرضي الذين ينتظرونها بالساعات الطويلة وهناك مشكلة رغيف العيش، فالخبز يفتح أبوابه لمدة ساعتين فقط من الساعة 9 إلي 11 صباحاً ويأتي الخبز المدعم من مخبز السلام الذي يملأ نصف عربة النقل والنصف الآخر يوزع علي المطاعم ولكم ان تتخيلوا تواجد مخزن واحد يبيع رغيف العيش المدعم ل 12 ألف مواطن وتخيلوا الزحام والخناقات والبهدلة والسرقة اثناء بيع الخبز. بدون مستشفيات رجب قرني لديه »3 أولاد« أحد سكان العزبة يقول : لا يوجد بهذه العزبة مستشفي ونحن نلجأ إلي مستشفي الصدر بالمطرية فهو أقرب مستشفي لنا وطلبنا مديرية الصحة بمحافظة القاهرة بإرساال قافلة طبية لنا ولكن قيل لنا ان المديرية تقوم بإرسال القوافل الطبية إلي المناطق التابعة للمحافظة وان هذه العزبة لا تنتمي لمحافظة القاهرة . بخلاف تلك المشاكل تنتشر في العزبة البيضاء الكلاب الضآلة التي تهاجم الاهالي ومؤخرا قام أحد تلك الكلاب بعض طفل في قدمه، وعندما ما توجهنا بطلب إلي رئيس حي المرج التابع لنا للتصدي لتلك الكلاب جاء الرد بعد فترة طويلة أنه تم القضاء علي 10 كلاب و3 قطط. أم محمد تقول: أتحمل الوقوف أمام فرن العزبة ساعات طويلة حتي أحصل علي الخبز المدعم، فزوجي أرزقي ولا نقدر علي شراء العيش السياحي ، الذي يصل سعره إلي 50 قرشاً. وتقول أحلام علي : نضطر لشراء العيش من المناطق المجاورة أو من أماكن عملنا وذلك أرخص لنا من شرائه ب 50 قرشاً.
