في مواجهة تعتبر عنق الزجاجة لنجوم السامبا يلتقي منتخب البرازيل الذي يسعى لاعادة الصورة البراقة للسامبا مع كولومبيا أحد أفضل منتخبات المونديال حتى الآن فى العاشرة مساء اليوم – الجمعة - في ثاني مباريات الدور ربع النهائي لمونديال البرازيل 2014 وهو المباراة التي ستجمع الفريقين على ملعب كاستيلاو بمدينة فورتاليزا. قبل سنوات قليلة وعندما كان منتخبا البرازيلوكولومبيا يلتقيان في أي مباراة سواء رسمية أو ودية كانت كل التوقعات تصب مباشرة لمصلحة السليساو البرازيلي الذي كان يمتلىء بالنجوم الكبار والمهارات العالية اما في مباراة مونديال البرازيل 2014 فإن كل التوقعات تشير لمباراة متكافئة بل ربما يميل الكثير من التوقعات تجاه منتخب كولومبيا بعد المستوى الرائع الذي قدمه حتى الآن في كل مبارياته ونجومه الذين لمعوا في سماء المونديال بقيادة جيمس رودريجيز على عكس منتخب البرازيل الذي قدم اداء باهتا وكان نجومه أشباحا لنجوم البرازيل التاريخيين وبالتالي فقد بدأ يسيطر على الجمهور البرازيلي شبح فقدان اللقب وتوديع المونديال من الدور ربع النهائي امام كولومبيا وتكرار كارثة عام 1950 لكن هذه المرة بشكل مبكر وليس خلال المباراة النهائية. البرازيل التي حصلت على مقعدها في الدور ربع النهائي بمعجزة حقيقية بعدما أفلتت من كمين تشيلي التي قدمت مباراة كبيرة وعاندها الحظ في الدقائق الاخيرة للمباراة في الظفر ببطاقة التأهل بدلا من البرازيل التي وقف التوفيق بجوار لاعبيها في ركلات الترجيح ستواجه معاناة أشد أمام بارونات كولومبيا المتحفزين لتحقيق إنجاز تاريخي والتأهل لنصف النهائي. مشاكل البرازيل الفنية ظهرت بوضوح امام تشيلي فالمنتخب البرازيلي الكبير لا يملك في الوقت الحالي مهاجماً قادراً على التسجيل في مرمى المنافسين فبخلاف النجم نيمار يظل كل لاعبي البرازيل مجرد لاعبين مجتهدين وأصحاب مهارات محدودة لذلك لم يتمكن المنتخب البرازيلي من الوصول لمرمى تشيلي بشكل مكثف بل كان على العكس المنتخب التشيلي هو الأكثر خطورة وفعالية وهو ما ينذر بمشاكل أكثر امام منتخب مهاري ورائع مثل منتخب كولومبيا اظهر مهاجموه قدرات كبيرة فبخلاف جيمس رودريجيز يوجد توفيليو جواتيريز وأرميرو وكواردادو الذين نجحوا في تحطيم دفاعات كل المنافسين حتى الآن بما فيهم منتخب اوروجواي العنيد. وتزاد المعاناة البرازيلية في مباراة كولومبيا في ظل إصابة نيمار واعلان الاتحاد البرازيلي مشاركته في مباراة كولومبيا حتى لو لم يشارك في أي تدريبات منذ مباراة تشيلي وهو ما يعني أن نيمار لن يكون جاهزا بنسبة 100% لملاقاة كولومبيا وهو ما سيمثل مشكلة كبيرة للهجوم البرازيلي. مخاوف المنتخب البرازيلي ترجمتها تصريحات نجم وسط مانشيستر سيتي ومنتخب البرازيل فيرناندينو الذي طالب زملاءه بضرورة تضييق المساحات على لاعبي كولومبيا ومراقبة الجناح السريع كواردادو بشكل قوي معتبرا ان كواردادو هو مفتاح التفوق للمنتخب الكولومبي وليس جيمس رودريجيز. وقال فيرناندينو: جيمس رودريجيز تألق بفضل الأهداف التي سجلها والتمريرات الساحرة التي يقوم بها، إلا أنني أرى أن كوادرادو يعتبر واحدا من كبار اللاعبين دائما ما تبدأ الهجمات عن طريقه سواء من الناحية اليمنى أو اليسرى. وأضاف: كولومبيا تختلف عن تشيلي فهم يفضلون اللعب الهجومي، لاعبو الأجناب يساعدون بشكل جيد بينما ينطلق باقي اللاعبين إلى داخل منطقة الجزاء للتسجيل.. كولومبيا تعتبر مثل باقي منتخبات أمريكا الجنوبية التي تسعى بقوة إلى إحراز الأهداف.. علينا أن نضيق المساحات في منطقة المناورات. على الجانب الآخر يبدو منتخب كولومبيا هادئا وواثقا قبل مواجهة البرازيل فالمنتخب منذ تأهله على حساب أورجواي يتدرب في معسكره الدائم في مدينة فورتاليزا ووضح على لاعبيه ومديره الفني خوسيه بيكرمان الثقة في امكانية تجاوز البرازيل. بيكرمان اكد في تصريحاته قبل المباراة تقديره الشديد لمنتخب البرازيل وان شرف ملاقاة البرازيل في هذا الدور أمر يسعد كل لاعبي كولومبيا لكن لدى البارونات حلم مواصلة المشوار لأنهم يرون انفسهم الأفضل والأقدر على انتزاع الكأس في نهاية المونديال. وقال بيكرمان: أعلم أننا سنواجه ظروفا قاسية في المباراة وجماهير شديدة الحماس لمنتخبها لكنها اجواء اعتادها لاعبي كولومبيا ولن تمثل عائقا امام هدفنا في التأهل ومواصلة المشوار حتى المباراة النهائية.