لماذا يبحث مجلس إدارة النادي الأهلي عن مدير فني أجنبي لفريق الكرة، ولماذا لا يستمر فتحي مبروك قائداً للجهاز بعد أن أثبت قدرته علي تحقيق ما هو أهم وأفيد من الفوز بمباراة أو تحقيق بطولة وجهة نظرى أن تجديد الفريق وعملية الإحلال والتبديل التي نراها الآن وضخ دماء جديدة في عروق فريق الكرة بالقلعة الحمراء هو الأهم، لأن معناه أن الأهلي يبني فريقاً جديداً متميزاً يمكن أن يحصد بطولات خمس سنوات قادمة.. وأعتقد أن ما سيحصل عليه مبروك سيكون ربع ما سيطلبه أي مدير فني أجنبي إلي جانب المزايا الأخري التي يمكن أن توفرها إدارة الأهلى في حالة إلغاء فكرة الاستعانة بالأجنبي. ومباراة القمة بين الأهلى والزمالك التي توقع الكثيرون فوز الأبيض فيها لفارق الخبرات، نجح فيها فتحي مبروك في بث الحماس والثقة في لاعبيه الصغار فتألقوا ولم يخشوا شيئاً وخرجوا بفوز غال جداً. تجديد دماء الفريق مهمة رسمية بدأ مبروك فيها والبدايات مبشرة جداً، فجأة أصبح للأهلي مهاجم نشيط موهوب قناص سريع هداف سحب البساط من تحت أقدام عماد متعب وجميع المهاجمين، هو عمرو جمال الذي أصبح مصدر الخطورة والقوة الضاربة وتحول إلي المنقذ بالنسبة للقلعة الحمراء. وخط الدفاع عادت إلي حد كبير صلابته بتثبيت محمد نجيب وسعدالدين سمير، وأصبحت أخطاء الدفاع أقل كثيراً وخفت أعباء الحارس شريف إكرامي الذي أصبح رقم واحد لمنتخب مصر، ويزداد تألقه بصلابة الدفاع أمامه. أما رمضان صبحي وكريم بامبو ومانجا فهم عناصر جديدة واعدة لن يستغنى عنها القوام الأساسى للفريق قريباً، وهناك وجوه أخري تنافس بقوة لنيل شرف تمثيل فريق الأهلي مستقبلاً. كل هذا التطور الملحوظ في صفوف الفريق الأحمر يؤكد أن الجهاز الفنى الحالى يعمل في الاتجاه الصحيح، وبغض النظر عن فوزه بالدورى ونجاحه في الدورة الرباعية، فإنه يستحق أن يبقي ولو لمدة عام، يطور ويجدد ويدفع بوجوه شابة جديدة تحمل راية الفريق في المواسم القادمة، كما أنها ستوفر الملايين التي يمكن أن يشترى بها نجوم جاهزون من الفرق الأخرى، وهي تجربة مكلفة ولم يثبت نجاحها في الكثير من الحالات باستثناء نجوم معدودين. استمرار فتحي مبروك وتأجيل فكرة المدير الفني الأجنبي في الوقت الحالى هو القرار الأنسب والعملى في مرحلة التجديد التي يمر بها الفريق حالياً وستعود بفائدة كبرى مستقبلاً.