لا أعتقد أبداً أن الحكومة المتورطة في البحث عن وسيلة لخفض العجز في الموازنة العامة للدولة، تسعي أبداً إلي التنغيص والعكننة علي خلق الله في شهر رمضان المبارك، برفع أسعار أية سلعة، ويكفي ما يعانيه المواطنون من بؤس وقهر طوال سنوات عجاف طالت أيامها وينتظرون الفرج والخير يعود إليهم بعد ثورتين عظيمتين.. كلنا يعلم أن الحالة الاقتصادية للبلاد ضنك، والنظام السابق والأسبق كانا وبالاً علي المصريين بشكل بشع.. لكن لا يعني أبداً أن تزيد من بلاء المواطنين وهمومهم. كلنا يدرك ويعلم انه لا مفر من زيادة الأسعار، لكن يجب أن يكون ذلك برفق وبوسائل تكون فقط علي القادرين الذين تكرشت بطونهم في الحقبة الزمنية السابقة ولا ذنب لعباد الله الغلابة الذين يوفرون قوت يومهم بشق الأنفس.. ابتعدوا عن هؤلاء ودعوهم في همومهم ومشاكلهم التي لا يقوون علي صدها ومقاومتها.. الغلابة يكفيهم حالة القرف والضنك التي يواجهونها فلم يعد لديهم المقدرة ولا القدرة علي مواجهة ظروف الحياة القاسية. لا مفر من زيادة أسعار الوقود، لكن لا ذنب للغلابة في أي ارتفاع للأسعار في وسائل المواصلات والركوب والتنقل من وإلي عملهم.. وكلنا يعلم انه فور إقرار زيادة أسعار البنزين والسولار سترتفع تعريفة الركوب ولا أعتقد ان الحكومة سترضي بذلك للمواطنين البؤساء الذين يحسبون رواتبهم ألف مرة ويقومون بأكروبات حتي يستطيعوا مقاومة الغلاء وقلة ذات اليد.. فالفواتير من كهرباء وغاز أو اسطوانة بوتاجاز ومياه وتليفون وخلافه تلتهم الرواتب، وكذلك الشأن في كل الخدمات المقدمة للمواطنين.. احذروا الاقتراب من قوت الغلابة فهم قد بلغت قلوبهم الحناجر، وقاموا بثورتين عظيمتين من أجل الكف عن النيل منهم أو زيادة شقائهم.. ويكفي «الهرتلة» التي يتحدث فيها وزير التموين بشأن الدعم وبطاقة التموين وكيلوات الأرز والسكر والزيت التي ينتظروها شهرياً والخبز الذي يأكلونه «حاف» بدون «غموس».. نعم هناك أسر مصرية تأكل الخبز بدون زيادة عليه ونحن في نهاية عام 2014. الناس في وطني- أقصد الفقراء- كثيرون لا يجدون المأوي ولا المأكل ولا المشرب ولا الملبس المناسب، والمواطن يتجرع الصبر وقد لا ينام في البحث عن وسائل للعمل ولا يكفي ذلك والأيام تمر والحالة تزداد ضنكاً علي ضنك فارحموا الناس في رمضان ولا ترفعوا الآن أية سلعة وابحثوا عن وسيلة «عدل» للأخذ من الأغنياء لفقراء الأمة.. عيب كل العيب أن نتحدث عن مصر الحديثة الكبري أو الديمقراطية والشعب- أغلبه يتجرع الويلات من أجل توفير لقمة العيش.. فلا ديمقراطية ولا حداثة بدون توفير وسائل آمنة للناس في العيش بكرامة انسانية وعدالة اجتماعية.. أليس هذا هو مطلب المصريين الرئيسي.. فهم لا يطلبون رفاهية ولا ترفاً ولا حياة.. بغددة وإنما يريدون العيش والستر ولا أكثر من ذلك. طبقوا زيادات الأسعار علي القادرين فقط، ولا تفعلوها مع الغلابة الفقراء من أبناء شعبنا وما أكثرهم.. وأعتقد ان المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء يدرك هذه الحقائق جيداً. [email protected]