"عشرات ممن كانوا يجلسون ليلا ونهارا فى الميدان بانتظار الانتصار يستلقون فى حضن السلطة ويتناوبون الفحشاء مع المسئولين رغبة فى الحصول على مال ينفعهم أو جنين صغير يتم ترويضه داخل مجلس النواب " يبدو بأن هذه الجملة ستتكرر كثيرا فى الروايات السياسية التى ستتحدث عن شخصيات بعينها شاركت فى ثورة على نظام الإخوان وخاصة فى محافظة المنوفية. عام كامل يمر على ثورة حقيقية ضخمها الإعلام المعارض للسلطة وحاول تهميشها الإعلام المؤيد للنظام لتنتصر فى النهاية كلمة الحق ورغبة المواطنين، فى هذه الجمل الموجزة تحاول "بوابة الوفد " أن تكون عينا على الحدث بصورة محايدة لترصد ما حدث في يوم 30 يونيو في المنوفية. كانت الساعة السادسة تقريبا حينما تحركت أولى المجموعات إلى مبنى مجمع المحاكم بمدينة شبين الكوم لإغلاقه، وحدوث مناوشات خفيفة بينهم وبين عدد من أفراد الشرطة المكلفة بتأمين المحكمة. فى السادسة والنصف تم إغلاق أبواب مجلس مدينة شبين الكوم، أعقبه قيام متظاهري منوف بقطع طريق "جزى - السادات " بالمنوفية دقائق وأعلنت مدينة بركة السبع عن إغلاق ثلاث وحدات محلية، ليأتى دور موظفي الديوان العام للمحافظة حيث افترشوا الرصيف بعد إغلاق أبواب المحافظة. ثم خرجت مسيرة من قرية كمشيش إلى شبين الكوم بقيادة شاهندة مقلد وأخرى من زرقان وكفر طبلوها إلى شبين الكوم ستنضم إلى مسيرة كمشيش ومسيرة بدأت من أمام مسجد سيدى شبل إلى شبين الكوم وعدة مسيرات فى قرى الباجور توحدت فى مسيرة كبرى أمام مسجد الشاذلى بجوار فيلا معتز الشاذلى وفى قويسنا مسيرة قامت بإغلاق مجلس المدينة وقطع السكة الحديد". وأذاع المحامى خالد راشد نقيب محامين المنوفية بيان النقابة من على منصة الاعتصام أمام مبنى الديوان العام لمحافظة المنوفية مؤكدا أن نقابة محامي المنوفية تؤيد جميع المعتصمين فى مصر وتشكل لجنة دعم قانونى لثورة 30 يونيو فى كل المحافظات، وتسارعت الأمور على غير المتوقع ليحتشد الآلاف من المواطنين أمام مبنى ديوان عام محافظة المنوفية لتحقيق الانتصار برحيل الإخوان عن الحكم. لم يكن غريبا أن تحدث انقسامات داخل القوى التى توحدت فى المنوفية من أجل إسقاط مرسى فمشاجرة كبرى تطاول فيها عضو بأحد الأحزاب السياسية على منسق تمرد بعد إذاعة بيان الثورة بساعة واحدة داخل مقر الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى كانت كفيلة لإيضاح معالم الخريطة القادمة . مر عام كامل على ثورة شعبية أطاحت بنظام، مرت ساعات وأيام كانت كل منها تنقل الملك وحصانة والطابية وعساكرها من مكانهم على رقعة الشطرنج لتشكل خريطة جديدة لم يكن مقدر لها سوى عند الله. فما هى إلا شهور وبدأت الخلافات داخل حركة تمرد وانسلخ المتحدث الإعلامى ليبتعد عن السياسة ثم يعود إليها من جديد فى حزب تابع لرجال الحزب الوطنى المنحل. بقى منسق تمرد "مدعيا الشرف والأمانة " ليقدم خلال العام عشرات من الشكاوى بصحبتها ملفات الفساد ضد المسئولين، رغم ما نشر عنه من أخبار عن علاقاته بقيادات الدولة وأجهزة أمنية عليا. ثم تقدم أمين حزب "صاحب أعلى مشاركة فى المسيرات" رجال الوطنى ليقدم الجبهة الشعبية ل30 يونيو؛ ثم يبدأ فى توطيد العلاقة بأبناء دائرته للترشح على مقاعد البرلمان. آخرين من الثوار أنشأوا الكتلة الشعبية للثورة والتى أصبح همها اليوم "بعد تغيير قيادتها " الحصول على الأموال من رجال الأعمال بحجة دعمهم فى الانتخابات . منشقون آخرون من أعضاء حركة تمرد بالمنوفية أعلنوا اعتزال العمل السياسى مفضلين العودة إلى أعمالهم. انفصلت تمرد المنوفية عن محمود بدر ليبدأ تشكيل مكتب آخر ضم أبناء الحزب الوطنى المنحل وعدد ممن اتضح أن على أعمالهم علامات استفهام كثيرة.