ما بين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلي حال، وما بين سكن أمة وانتفاضتها يغير الله من حال إلي حال آخر، هذا ما حدث مع الأطراف المصرية عقب ثورة 30 يونيو التى أحدثت دوى علي كافة الأصعدة العربية. فالحركات والأحزاب المصرية اتخذت مواقف مغايرة لما يعرفه الشارع المصري ، وكأن الراية المرفوعة للوطن تغيرت ألوانها بسقوط الكيان الإخوانى .. ولهذا التغير درجات السلم الهابط الذي عصف برموز وضعناها يوماً في سجل الأبطال. حركة 6 أبريل فعلى الرغم من حشد حركة 6 أبريل للجماهير ودعوتهم لنزول مظاهرات 30 يونيو للقضاء على الحكم الإخواني والاستبداد الذى اتبعته جماعة الإخوان، إلا أن 6 أبريل لم ترتكز على موقفها من الثورية عقب عزل مرسى من الحكم وانتصار الإرادة المصرية، لتخرج تصريحات مؤسس الحركة آنذاك أحمد ماهر ويعترف فيها بأخطاء الحركة عندما شاركت في أحداث 30 يونيه، وأن سر تواجدهم في كافة أنحاء البلاد كان اعتقادًا بأنها ثورة التصحيح، معلنا أن تطبيق قانون التظاهر واستخدام القوة يعيد للأذهان صورة النظام القديم لمبارك وأعوانه، وأن ما تم ترويجه بكون 30 يونيه ثورة تصحيح "كذب". وكان عدم اعتراف الحركة بقانون التظاهر هو السبب الذى زج بأعضاء الحركة فى السجن، حيث قضت المحكمة بحبس أحمد ماهر، وأحمد دومة، ومحمد عادل، 3 سنوات فى قضية "خرق قانون التظاهر"، وتبع هذا القرار إعلان محكمة الأمور المستعجلة حظر الحركة بجبهتيها، كرد على تحول مواقف الحركة، ولكن لم يستطيع هذا القرار بمنع أنشطة الحركة وكأنه الفتيل الذى أشعل الحرب بين الحركة ومؤسسات الدولة، فتتفاقم أنشطة الحركة عقب قرار المحكمة لتشهد إحدى مسيرات الحركة للاتحادية قبض جماعى على كافة أعضاء الحركة وكذلك هجوم عدد من أهالى المنطقة عليهم أثناء مسيرتهم لتوضع 6أبريل فى قائمة الرفض من قبل قطاع من الشعب المصرى . الاشتراكيون الثوريون وعلى الجانب الآخر من الدفة كان رفض الاشتراكيين الثوريين لسياسات الإخوان الاقتصادية والديمقراطية بعد أن أصبح مرسي على مقعد الرئاسة، وشاركت الحركة في الحشد وأيدت تقريباً جميع الاحتجاجات ضد سياسات مرسي الاقتصادية فى ذلك الوقت . وعرف فكر الاشتراكيين الثوريين بالمعاداة لكافة الحركات السياسية والأحزاب، فعلى الرغم من ذلك إلا أنها اتبعت نفس الوتيرة التى سارت عليها حركة 6 أبريل من تأييد لتظاهرات 30 يوينو ثم رفض للسياسيات التى عقبت الثورة ومن بينها إقرار قانون التظاهر وخوض المشير عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية. .وتعرض أعضاء الثوريين إلى القبض أيضا بتهمة خرق القانون ومن أبرزهم ماهينور المصرى الذى تم الحكم عليها هى و6 نشطاء آخرين بالحبس سنتين وغرمة 20 ألف جنيه نظرا لمخالفة القانون "تنظيم التظاهر" أثناء نظر محاكمة قتل خالد سعيد أمام محكمة جنايات الإسكندرية. عبد الرحمن القرضاوى وعلى الرغم من تأييده الكامل إلى ثورة 25 يناير إلا إنه لم يختلف كثيرا عن قادة الجماعة الآخرين، ليعلن عبدالرحمن يوسف القرضاوى أن ماحدث فى 30 يوينو ماهو إلا استكمال لأهداف ثورة يناير، مشيرا إلى أن حالة الإسلام السياسي لم تنتهي بعد، كما طالب من جماعة الإخوان إعادة حساباتهم والتطوير من أنفسهم والاستفادة من أخطائهم، تمهيدا للعودة إلى الحكم مرة أخرى . ولم يدم كثيرا قناع الحياد الذى ارتداه القرضاوى ليتم منعه من السفر إلى نيويورك ، نظراً لأنه كان يستعد لتنظيم فعاليات تحريضية ضد ثورة 30 يونيو ومشروع الدستور فى الولاياتالمتحدة بالتعاون مع أعضاء التنظيم الدولى للإخوان، ومنظمات موالية لهم. حزب الدستور يعتبر حزب الدستور من الأحزاب ذات الثقل الشعبي، فلم يرصد أى دور قبل ثورة 30 يونيو غير المشاركة فى الحورات التلفزيونية للتعبير عن أرائه الخاصة ، دون اتخاذ أى خطوات على أرض الواقع ، ثم جاءت ثورة يونيو ليشارك فيها شباب الحزب جمع توكيلات تمرد من المواطنين والمشاركة فى مليونيات الثورة وانتخاب رئيسه كنائب لرئيس الجمهورية . ولم تمر بضعة أسابيع لتنتقل الطامة على رأس شباب الدستور عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة ، ليستقيل البرادعي من منصبه كنائب للرئيس المؤقت عدلي منصور، ولكن شباب الحزب أبي أن يركن فى زاوية الراحلين. ودشن انتخابات برلمانية فاز فيها د.هالة شكرالله التى حذت فيها حذو سابقها والتزمت بموقع المعارضة ودعم مرشح التيار الناصري" حمدين صباحي" ليتحول الدستور من حزب يشارك في رسم خارطة الطريق إلي أعلي قائمة أحزاب المتحولون.