اجرت الولاياتالمتحدة مباحثات مقتضبة مع ايران بشأن الأزمة العراقية، وذلك على هامش المفاوضات النووية التي استضافتها فيينا محذرة من ان حل مشاكل هذا البلد ليس بأيدي أي دولة من الخارج. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية ماري هارف الموجودة في العاصمة النمساوية «جرت مباحثات مقتضبة في مجموعة 5+1 حول العراق». وأضافت ان «المستقبل سيحدد ما إذا كنا نريد ان نستمر في الحديث مع ايران بشأن العراق. وذكرت هارف بأن الولاياتالمتحدةوإيران لديهما «مصلحة مشتركة» ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) الذي سيطر مقاتلوه الاسبوع الماضي على انحاء واسعة من شمال غرب العراق وباتوا على اعتاب العاصمة بغداد. وأشارت صحيفة جارديان البريطانية إلى وجود ارتباك داخل الإدارة الأمريكية حيال إمكانية التعاون العسكري مع إيران لحل أزمة الوضع في العراق، عقب سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) على عدد كبير من المدن في العراق. وأضافت أن المسئولين الأمريكيين والإيرانيين أجروا محادثات حول تقدم المتمردين الإسلاميين في العراق على هامش اجتماعهم في فيينا في إطار مفاوضاتهم حول البرنامج النووي الإيراني، معتبرة أن هذه هي المرة الأولى التي يتعاون فيها البلدان بشأن مصلحة أمنية مشتركة خلال أكثر من عقد من الزمن. وأوضحت الصحيفة البريطانية أنه برغم هذا الجهد الدبلوماسي، إلا أن واشنطن بعثت بإشارات متضاربة حول مدى التنسيق مع طهران بشأن الأزمة في العراق. وتابعت تقول إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري رفض عمدا استبعاد التعاون العسكري في مقابلة تليفزيونية، لكن مسئولين أمريكيين وإيرانيين أكدوا في وقت لاحق أنه لا يوجد احتمال لتعاون عسكري، وأنه لم يتم مناقشة شيء بخصوص هذا في فيينا. ونقلت «الجارديان» عن مسئول بارز في الخارجية الأمريكية، والذي وصف المحادثات بأنها مختصرة، قوله شريطة عدم الكشف عن هويته «نحن منفتحون على إشراك الإيرانيين. هذا الإشراك لن يتضمن تعاونا عسكريا أو حسابات إستراتيجية حول مستقبل العراق فوق رؤوس الشعب العراقي». ونوهت إلى أن الإيرانيين أكدوا أن التعاون العسكري ليس ضمن الأوراق المطروحة. ونقلت عن مسئول إيراني كبير قوله لرويترز «نوقشت الظروف الكارثية في العراق اليوم. لم يتم تحقيق أي نتيجة محددة». وتابعت الصحيفة البريطانية «في وقت سابق، وفي إشارة إلى مدى الحساسية في واشنطن من أي تعاون قد يكون مع طهران، هرع مسئولون لتوضيح تصريحات كيري، الذي مضى إلى أبعد مما مضى إليه زملاؤه في الإدارة في التفكير في تعاون عسكري مع إيران ضد عدو مشترك». ونقلت عن كيري قوله لياهو نيوز «نحن منفتحون على المناقشات إذا كان هناك شئ بناء يمكن المساهمة به من قبل إيران، إذا كانت إيران مستعدة للقيام بشيء ما يذهب إلى احترام سلامة وسيادة العراق وقدرة الحكومة على الإصلاح». وواصلت الصحيفة: «بالضغط عليه من الصحفية التليفزيونية التي أجرت المقابلة كاتي كوريك حول ما إذا كان ذلك سيتضمن تعاونا عسكريا، أجاب كيري: في الوقت الراهن أعتقد أننا بحاجة لأن نمضي خطوة خطوة، ونرى ما قد يكون في الواقع حقيقة. لكني لن أستبعد أي شيء قد يكون بناء لتوفير استقرار حقيقي». وأضافت جارديان «بعد أقل من 3 ساعات، أصدر البنتاجون سلسلة من التصريحات العلنية استبعدت بشكل حازم التعاون العسكري». ونقلت عن اللفتنانت كوماندر بيل سبيكس، المتحدث باسم البنتاجون، قوله «ليس هناك اتصال، وليس هناك خطط للاتصال بين وزارة الدفاع الأمريكية والجيش الإيراني حول الموقف الأمني في العراق». وعلقت الصحيفة بقولها «على الرغم من نفي التعاون العسكري، فإن ظهور جهود دبلوماسية مشتركة بين واشنطنوطهران حول الفوضى في العراق يمثل تحولا مثيرا بالنسبة للقوتين المتنافستين، اللتين بدأت علاقاتهما، التي كانت مجمدة لعدة عقود، فقط في الدفء العام الماضي». وأردفت «يقول خبراء عسكريون إن ضربات جوية أمريكية في العراق سيعوقها نقص المعلومات الاستخباراتية على الأرض. وعلى النقيض، فإن هجوما إيرانيا يتوقع أن ينطوي على قوات النخبة من القوات البرية التي من شأنها أن تنخرط في قتال مباشر مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، لتكسب معرفة تفصيلية بخطوط المعركة». ونوهت إلى أن قيام تعاون عسكري بين البلدين في الشأن العراقي سيلقى مقاومة عنيفة بين السياسيين المتشددين في البلدين.