لا حديث في العالم كله سوى عن الهزيمة المدوية التي تلقاها المنتخب الأسباني بطل العالم على يد منتخب هولندا في افتتاح مشوار الماتادور في بطولة كأس العالم بنسختها الحالية المقامة في البرازيل بخمسة أهداف مقابل هدف فالسقوط المدوى للأسبان أصبح لا يعبر فقط عن مجرد خسارة في مباراة وإنما بداية انهيار لطريقة لعبت فرضت نفسها على الساحة الكروية العالمية في السنوات الأخيرة. المنتخب الأسباني استنسخ طريقة «التيكي تاكا» والتي أعاد اكتشافها الأسباني المبدع بيب جوارديولا المدير الفني الأسبق لفريق برشلونة عام 2008 وتعتمد بشكل أساسي على الاستحواذ أكبر قدر ممكن على الكرة وتبادلها والانطلاقات السريعة من الطرفين لخلخلة أي دفاع وهو ما كان مصدر تفوق أبناء الفريق الكاتالوني أوروبيا والفوز مرتين في 4 سنوات كانت عمر جوارديولا بلقب دوري أبطال أوروبا والسيطرة الكاسحة محلياً وقارياً. المنتخب الأسباني استفاد من هذه الطريقة والتطبيق الرائع لها من جانب نجوم برشلونة رغم غياب موهبة فذة بحجم الأرجنتيني ليونيل ميسي إلا أن مصنع الهجمات المتمثل في الثلاثي زافي هيرنانديز وإنييستا وسيرجيو بوستكس كان دائماً يقهر أي دفاع وقاد الماتادور الأسباني للفوز ببطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2008 ثم حصد لقب كأس العالم 2010 والتتويج مجدداً ببطولة الأمم الأوروبية 2012. خماسية هولندا كشفت عن نهاية زمن التيكي تاكا بعد موسم شهد اهتزازاً لمستوى فريق برشلونة الذي أبدع بهذه الطريقة ففقد الفريق الكاتالوني الألقاب المحلية جميعاً في هذا الموسم وسط تفوق للكرة الدفاعية المنظمة لفريق أتلتيكو مدريد وأيضاً الكرة الهجومية السريعة التي قدمها ريال مدريد، بل إن فريق بايرن ميونيخ الألماني الذي اعتمد على هذه الطريقة بقيادة مدربه جوارديولا لم ينجح في الاحتفاظ بلقبه بدوري أبطال أوروبا وخرج على يد ريال مدريد. الخماسية الهولندية كتبت نهاية عصر التيكي تاكا وبداية عصر الكرة الشاملة التي تفوقت من جديد بخلطة هولندية رائعة ابتكرها المدرب الفنان لويس فان جال الذي سيرحل لتدريب مانشستر يونايتد الإنجليزي واعتمد بشكل أساسي على سرعات الثنائي الخطير روبن فان بيرسي هداف مانشستر وارين روبن جناح بايرن ميونيخ ليضرب كبرياء بطل العالم في مقتل ويصيب عشاقه بصدمة نفسية في افتتاح مشوار الدفاع عن لقب المونديال.