اعتبرت وزارة الخارجية السورية اليوم الأربعاء أن "الإرهاب" الذي يواجهه كل من العراقوسوريا هو ذاته، مطالبة المجتمع الدولي بالعمل "جديا" على تجفيف منابعه. وقالت الخارجية في بيان نشرت نصه وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إن "ما يواجهه العراق الشقيق هو ذاته ما تواجهه سوريا من إرهاب مدعوم من الخارج". وطالبت الخارجية في بيانها "جميع الدول بالعمل الجاد لتجفيف منابع الإرهاب الذي يتعرض له البلدان". ويأتي ذلك بعد تطورات بالغة الخطورة في العراق تمكن خلالها تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" المتطرف من الاستيلاء على محافظة نينوى العراقية وعلى مناطق أخرى في محافظتي صلاح الدين وكركوك، بعد انسحاب الجيش العراقي من أمامه. ودانت دمشق "هذه الأعمال الإرهابية"، معربة عن "دعمها وتضامنها ومساندتها للحكومة والجيش والشعب العراقي الشقيق في تصديه للإرهاب". ورأت الخارجية السورية أن "العراق يتعرض لأعمال إرهابية في إطار مؤامرة عالمية ضد الشعبين العراقي والسوري من خلال غزو إرهابي يستهدف وحدته وتدمير شعبه وبنيته التحتية". وأثارت التطورات في العراق قلق المجتمع الدولي، بعد أن عجز الجيش العراقي عن مقاومة مد "الدولة الإسلامية في العراق والشام" التي سيطرت الثلاثاء على محافظة نينوى وعاصمتها الموصل في شمال العراق. كما تمكن مقاتلو "داعش" من السيطرة على قضاء الحويجة وخمس نواح في محافظة كركوك العراقية، وبعض المناطق في محافظة صلاح الدين. واعتبرت واشنطن أن مقاتلي "الدولة الإسلامية" يهددون كامل منطقة الشرق الأوسط، واصفة الوضع ب"الخطير جدا". وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن "قلقه البالغ"، ودان "بشدة الهجمات الإرهابية". في سوريا، يسعى تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" إلى إقامة "دولته" في المنطقة الممتدة من الرقة شمالا إلى الحدود السورية العراقية في الشرق لإقامة تواصل مع عناصر التنظيم نفسه داخل العراق، بحسب ما يقول خبراء ومعارضون. وظهر التنظيم المعروف اليوم باسم "داعش" في سوريا في ربيع 2013، وقوبل بداية باستحسان معارضي الرئيس بشار الأسد الباحثين عن أي مساعدة في قتالهم ضد القوات النظامية. إلا أن هذه النظرة سرعان ما تبدلت مع ارتكاب التنظيم تجاوزات وسعيه إلى التفرد بالسيطرة. وتتهم فئات واسعة من المعارضة المسلحة "داعش" بالعمل لصالح النظام. كما تأخذ عليه تطرفه في تطبيق الشريعة الإسلامية كإصدار فتاوى تكفير عشوائياً وقيامه بعمليات خطف وإعدام طالت العديد من المقاتلين. وأعلن تنظيم "داعش" في سوريا ولاءه لتنظيم القاعدة، إلا أن القاعدة أعلنت على لسان زعيمها أيمن الظواهري تبرؤها منه، ودعته إلى تركيز جهده على العراق حيث يعتبر ذراعها الرسمي، بينما ذراعها الرسمي في سوريا هو جبهة النصرة التي تقاتل "داعش" إلى جانب فصائل المعارضة السورية الأخرى منذ كانون الثاني/يناير.