عندنا رئيس منتخب ... رئيس أحبه الشعب فانتخبه بنسبة غير مسبوقة فى الانتخابات الحرة ... النزيهة ... الديمقراطية ... الشعب أحب السيسى بعد عملته ... بعد أن حمل رأسه على يده لينقذ الهوية المصرية ... وهى الهوية الأكثر ثباتا فى التاريخ ... ولينقذ الدولة الأقدم فى العالم ... والشعب قال كلمته بعد عملة السيسى ... وخرج بالملايين ليختار الرئيس الجديد. ولأول مرة يتم تنصيب الرئيس المصرى بمراسم ... ووثيقة ... وتكريم ... وحفل ... وضيوف ... واحتفالية ... أما المراسم فكانت باليمين الدستورية أمام القضاة ... وأما الوثيقة فكانت الأولى من نوعها فى تاريخ مصر ... وقعها رجلان جاءا من أبعد النقاط عن الشعب ... إلى قلب الشعب ... والتوقيع على الوثيقة أمر مصرى خالص ... جديد على مراسم تنصيب الرئيس ... قديم فى الموروث الشعبى ... والروتين المصرى ... فنحن نوقع وثيقة الزواج ... وقائمة العفش ... وايصالات الايجار... كما نوقع عقود العمل ... أما فى التسليم والتسلم فإننا نوقع حتى على تسلم ملفات العمل ... وجوابات البوستة المسوجرة ...... والتوقيع تبادل الرجلان (السيسى ومنصور) الأماكن واحتفظ كل منهما بمكانته ... السيسى أعلن اختيار القوى السياسية والوطنية لمنصور رئيساً مؤقتاً ... ومنصور شارك فى اختيار الشعب للسيسى رئيساً ... مكانة عدلى منصور الرئيس صنعت مكانته كقاضٍ ... ومكانة السيسى كقائد عسكرى صنعت مكانته كرئيس ... وكما أحب المصريون السيسى ... أحبوا منصور ... ولأول مرة فى التاريخ الديمقراطى يحب الشعب رئيساً لم ينتخبه ... بنفس القدر الذى يحب به رئيساً من اختياره ... وأحسب أن حب الشعب لمنصور كان سبباً فى الفرحة بمنحه قلادة النيل ... وهو القرار الجمهورى الأول للسيسى الرئيس المنتخب ... رئيس منتخب يكرم رئيسا مغادراً وشعب تملؤه الفرحة ... فرحة بالرئيس المنتخب ... وفرحة مثلها بالرئيس المكرم ... المشهد لا يقل عن مشاهد الانتصار ... وفى حفل ما بعد التنصيب ضيوف من دول صديقة ... وغير صديقة ... الأصدقاء جاءوا مهنئين ... يراعون محبة الشعوب أكثر من الأعمال البروتوكولية ... وغير المهنئين جاءوا صاغرين ... يراعون البروتوكول أكثر من محبة الشعوب ... وأمام الجميع ألقى الرئيس المغادر كلمة ... وألقى الرئيس المنتخب كلمة ... كلمة المغادر رصينة ... مؤثرة ... وكلمة المنتخب قوية ... تحدد منهاج العمل ... وطريقة إدارة البلاد ... والذين قالوا إن السيسى لا يملك برنامجاً انتخابياً ... عليهم أن يسمعوا كلمة تنصيبه ... هى برنامج انتخابى كامل ... يحدد قضايا الداخل وطرق التعامل معها ... ويتحدث عن قضايا الخارج ومعالجتها ... وكما كان كل شيء غريباً ... جديداً ... مبهراً ... فلماذا لا نعتبر ما أعلنه السيسى برنامجا انتخابيا ... ففيه من التفاصيل ... والمحددات ... ما لم يتناوله الرجل فى أحاديثه التليفزيونية فى فترة الدعاية ... نحن أمام مشهد لو صوره بعض المخرجين فى أفلامه لانتقدناه ... مشهد يتجاوز واقعية أبو سيف ... إلى جنون يوسف شاهين ... مشهد يسبق الزمن إلى عصر جديد ... عصر ننتظره تماما كما انتظرنا نصر أكتوبر بعد النكسة ... أما الشعب الذي اختار واحداً وأحب الاثنين فكان هناك فى الميادين ... يحتفل بعيدا عن الطقوس الرسمية ... يقيم احتفالية ذات مراسم ... وكلمات خاصة ... لكنها احتفالية دون ضيوف ودون بروتوكول ... ودون كلمات ... احتفالية حب لمصر. Email: