مليون صوت كان من الممكن أن يضافوا إلي اعداد المؤيدين ل«السيسي» رئيساً فيما كان من الجائز جداً أن يشكلوا رقماً في اعداد المصوتين لحمدين صباحي خاصة ان عددهم يفوق عدد من أعطوا أصواتهم للمرشح الثاني لدرجة ان البعض وصفها بالمنافس الحقيقي ل«السيسي» في صناديق الاقتراع وفيما اعتبرها البعض مجرد مؤشر سلبي علي الثقافة التصويتية للناخب المصري، أكد خبراء سياسيون ان ضخامة عدد الأصوات الباطلة يمثل رقماً صعباً في المشهد السياسي ينبغي أن يتدارسه المرشح الفائز. بداية ماذا يعني الصوت الباطل؟ هل هو صوت أخطأ صاحبه في التعبير عن رغبته؟ هل أراد أن يصل صوته بشكل آخر غير علامة صح أو خطأ أم هي وجهة نظر ثالثة بعيدة عن الخيارات المطروحة؟ الصوت الباطل- كما أكد الخبراء هو الذي تحسبه سلطة الانتخابات مخالفاً لقواعد التصويت ولا يحسب في العد لصالح أي من المرشحين وبطلان الصوت قد يكون عن غير قصد نتيجة الجهل بقواعد التصويت أو يكون متعمداً وهو ما يسمي بالصوت «الاحتجاجي». وقد يكتب الناخب أو يرسم رمزاً فيبطل صوته عن جهل أو عمد وقد يترك الورقة بيضاء أو يضع علامة علي كلا المرشحين فيصبح صوته باطلاً. وفي النظم التي يعتبر التصويت فيها واجباً يعد الصوت الباطل احتجاجاً ويحسب حسابه في المشهد السياسي. ووفقاً لنتائج انتخابات الرئاسة في مصر 2014 فقد وصلت الاعداد الباطلة لحوالي مليون و200 ألف صوت أي بنسبة 4.2٪ من جملة الأصوات وهي النسبة التي لم يحصل عليها المرشح حمدين صباحي والذي حصل علي 2.9٪ فقط. وبالمقارنة بانتخابات 2012 نجد ان الأصوات الباطلة في الجولة الثانية بين «مرسي» وأحمد شفيق وصلت ل3.2٪ بواقع 843252 صوتاً أي ان الأصوات الباطلة في 2014 زادت فكيف يري المحللون وخبراء السياسة هذه النسبة وما هي انعكاستها ودلالتها علي المشهد السياسي المصري؟! التعمد! يؤكد محمد أنور السادات رئيس حزب التنمية والاصلاح ان الأصوات الباطلة في انتخابات 2014 ظاهرة يجب أن نتوقف عندها جميعاً خاصة المرشح الفائز عبدالفتاح السيسي ويجب أن نبحث لماذا أبطل هؤلاء أصواتهم وما هي المشكلة التي حعلت هذه الأصوات ترفض كلا المرشحين لأن الصوت الباطل ليس بالضرورة دعماً للإخوان ومن الجائز جداً ألا يكونوا غير راضين عن الحالة السياسية بالبلد برمتها فمن نزل من بيته وذهب إلي اللجنة وأبطل صوته أو كتب عبارة ما علي الورقة لديه وعي وسجل موقفه بوضوح وقد يكون غير راض عن كلا المرشحين وهي بالفعل ظاهرة تستحق الدراسة. فيما يري القيادي العمالي البدري فرغلي ان ضخامة أعداد الأصوات الباطلة نتيجة طبيعية وهي موزعة وليست ثابتة وكثير من هذه الأصوات كانت تعبيراً عن حب الكثيرين ل«السيسي» وهناك من أشاروا بعلامة خطأ علي المرشح المنافس وقتها مما أبطل صوته فهي علي الرغم من كونها أعداداً كبيرة فهي موزعة وغير ثابتة. أما الورقة البيضاء فهي محدودة للغاية فيما كانت في الأغلب الأصوات الباطلة تحوي علامات تبطل الصوت ويعيب البدري فرغلي علي وسائل الاعلام انها لم توجه الناس للتصويت بالطريقة الصحيحة ولم يذكروا الناس بأن أي كلام غير علامة صح تبطل الصوت مشيراً إلي أن بعض الخبثاء استغلوا حب المواطنين ل«السيسي» وأرشدوهم بالخداع إلي رسم قلوب وكتابة بحبك يا «سيسي» علي الورق فأبطلتها ولا يعتمد في التحليل السياسي بالورقة البيضاء كصوت باطل وهي ظاهرة موجودة في العالم كله ولا تنفرد بها مصر لكنها زيادة في مصر بسبب الثقافة التصويتية ولا يجب أن يزعجنا هذا الرقم لأنه ناتج عن الفهم غير الصحيح. ويفسر الناشط السياسي محمد أبوحامد ظاهرة الأصوات الباطلة في انتخابات الرئاسة بأن الإخوان كانوا يراهنون علي ضعف المشاركة ولما فسد ما خططوا له أراد أن يعطوا انطباعاً بزيادة الأصوات الباطلة وخاصة في اليوم الثاني نزل الإخوان والسلفيون بتوصية إبطال الأصوات بعد أن فشل مسعاهم في ضعف المشاركة، أما الأصوات الباطلة غير المتعمدة فهي نسبة طبيعية لكن ذلك لا يمنع من وجود زيادة في الوعي بالتصويت التصحيح خاصة أن المصريين في الأربع سنوات الأخيرة زاد إقبالهم علي المشاركة في الحياة السياسية مما يؤكد ان هناك نسبة وعي وأن جزءاً كبيراً من الأصوات الباطلة تم بفعل فاعل.. كما أثبتت الانتخابات الرئاسية إخفاق حمدين صباحي إخفاقاً كبيراً في الحشد مؤكداً ان في انتخابات 2012 كان هناك ظرف استثنائي. ويشير حسام الخولي عضو الهيئة العليا بالوفد إلي أن عدد الأصوات الباطلة بهذا الحجم لا نستطيع أن نقول انه عن جهل ونحن نتذكر الأصوات العقابية إبان انتخابات محمد مرسي وأحمد شفيق كانت «850» ألف صوت هذه المرة وصلت لمليون و200 ألف وهي رسالة قوية يجب أن تدرس جيداً فهناك قطاع كبير رفض أياً من المرشحين وهناك اناس كانوا بحملة المشير السيسي خصموا من رصيده فضلاً عن أن أعضاء سابقين في الحزب الوطني ونفاقهم ل«لافتات» التأييد ل«السيسي» بث الخوف في نفوس بعض المواطنين رغم ان «السيسي» أكد انه لا عودة للنظام القديم فضلاً عن أن بعض الشباب نزلوا وأبطلوا أصواتهم علي أساس انها أفضل من عدم المشاركة وأعتقد ان تلك كانت رسالة ايجابية لابد أن يقرأها الرئيس الجديد جيداً.