ما هى الرواية الحقيقية لمقتل ضابط وخمسة مجندين فى صحراء الفرافرة بالوادى الجديد؟، ما هى التفاصيل الحقيقية لواقعة استشهاد أولادنا على رمال الصحراء؟، كيف قتلوا؟، هل رميا بالرصاص أم تم ذبحهم بسكاكين الغدر؟، ما هو عدد القتلة؟، وهل هم إرهابيون أم مهربون؟. الذى وصلنا عن المذبحة روايتان، الأولى رسمية نقلت عن المتحدث العسكرى أو عن مصادر عسكرية، اتهمت فيها المهربين بقتل أولادنا خلال نوبتهم، وقيل إن المهربين قاموا بالانتقام من أفراد القوة بسبب إحباط حرس الحدود تهريب شحنة كبيرة من المخدرات والأسلحة وغيره من الممنوعات، وقد ذكر فى إطار هذه الرواية الرسمية عدد القتلة، قيل إنهم 20 مجرما وكانوا يستقلون أربع سيارات دفع رباعى، وذكر كذلك فى صياغات لنفس الرواية: إن المجرمين مثلوا بجثث أولادنا بعد قتلهم. الرواية الثانية للمذبحة مصدرها الإنترنت، نشرت تويتة منسوبة لجماعة أنصار بيت المقدس، أعلنت فيها مسئوليتها عن المذبحة: «فقد تم الإِجهاز على دورية للجيش وهلاكها»، والحقيقة أن جماعة انصار بيت المقدس لم تذكر أية تفاصيل للمذبحة، كيف قتلوهم؟، عدد الذين نفذوا العملية؟، توقيت تنفيذ العملية؟، هل قاوم اولادنا واشتبكوا مع الإرهابيين؟، هل الإرهابيون فاجأوا أولادنا وقتلوهم؟، هل سرقوا أسلحتهم؟، هل تركوها بجوار جثثهم.، هل كانت أسلحة أولادنا ثقيلة ومتطورة؟، هل كانوا يمتلكون ذخيرة كافية؟، هل كانوا يحملون وسيلة اتصال بوحدتهم؟، هل أشعلوا النار فى السيارة التى كانوا يستقلونها؟، هل أولادنا كانوا فى حالة نوم خلال الإجهاز عليهم؟. بالإضافة إلى الروايتين ذكر التقرير المبدئى للمعمل الجنائى أن المذبحة نفذت بنوعين من الأسلحة، وقد حدد التقرير مقاس الذخيرة المستخدمة وفتحات الخروج والدخول، وما يهمنا من هذا التقرير جملة واحدة يفهم منها أن أولادنا تم قتلهم بسلاحين اثنين فقط. بتحليل بسيط للروايات والمعلومات التى تلقيناها عن المذبحة يمكننا التأكيد أن الروايات التى وصلتنا جميعها ظنية وتفتقر لشاهد عيان، فأولادنا قتلوا جميعا ولم يتبق على قيد الحياة أحدهم ليروى لنا تفاصيل الواقعة، كما أن الجناة، (سواء كانوا من المجرمين أو الإرهابيين)، لم يتم القبض عليهم، ولم يحك أحدهم تفاصيل المذبحة، حتى أن التويتة التى تم بثها على الإنترنت منسوبة لجماعة بيت المقدس يمكن التشكيك فى مصدرها وفى صحتها، فضلا عن أنها لم تشر إلى تفاصيل الواقعة، فقط أعلنت (التويتة) مسئولية بيت المقدس عن المذبحة دون أن يبثوا مع التويتة فيديو للمذبحة. إذن ليس أمامنا سوى بعض المعلومات، وهى موقع المذبحة: صحراء الفرافرة، وعدد القتلى: ضابط احتياط وخمسة مجندين، وهيئتهم بعد العثور عليهم: قيل إن أغلبهم (حسب تقرير الطب الشرعى) كانوا بدون السترة، وربما كانوا بدون الأحذية، ونوعية السلاح المستخدم: قيل 9 ملى، و21 ملى على ما أذكر، هذه المعلومات تساعدنا على وضع مشهد ظنى ثالث للمذبحة، ان القوة كانت فى حالة نوم، بعضهم خلع سترته وحذاءه بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وأن عدد القتلى حوالى اثنين احدهما حمل سلاحًا آليًا والآخر مسدسًا، ما يقوى هذه الرواية أن المعمل الجنائى لم يذكر أية معلومات عن الأسلحة التى كانت بحوزة أولادنا الشباب، كما لم يشر إلى فوارغ طلقات أسلحتهم، وبالتالى لم يحدد مقاساتها ونوعيتها. أهم ما فى هذا المشهد سواء كان القتلة من الإرهابيين أو المهربين، وسواء استشهد أولادنا وهم يقاومون أو قتلوا على حين غرة أو وهم نائمون، أن القتلة يمتلكون معلومات كافية لقتل أولادنا، وأنهم كانوا على يقين بتسليح القوة وعدد أفرادها وقدرتها القتالية، وكانوا يعلمون جيدا أنهم يكونون صيدا سهلا لهم، وهو ما يعنى أننا فى حاجة لتغيير خططنا وقياداتنا وقواتنا ونوعية الأسلحة بهذه المنطقة.