ذكرت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية أنه على مدار أسابيع، كان العالم يراقب عن كثب احتشاد عشرات الآلاف من القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا وسط أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ نهاية الحرب الباردة، معتبرة أن تراجع روسيا عن غزو جارتها سببه عدم وجود فائدة تستحق هذا العناء. وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين - أن مسئولين أمريكيين أكدوا بدء موسكو على الأقل بسحب جزئي لقواتها، وأن خطر الغزو الروسي لأوكرانيا بدأ يتلاشى. وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعمل مع نظيره المنتخب حديثا الأوكراني، بترو بوروشينكو. وأوردت قول فيودور لوكيانوف، وهو محلل سياسي في موسكو مسئول عن التحرير في الشأن الروسي، "لقد شهد الموقف الروسي تحولا بشكل كبير". ورأت "واشنطن تايمز" أنه على الرغم من أن المحللين يلاحظون أنه لم يكن هناك أي أدلة قوية على تخطيط روسيا لغزو واسع النطاق في أوكرانيا، فإن لديهم شكوكا قليلة في أن خيارالتدخل العسكري المباشر هو خارج جدول الكرملين، على الأقل حتى الآن. وأشارت إلى قول ماريا ليبمان، المحللة في مركز كارنيجي في موسكو، "أود القول إن احتمال فرض عقوبات أوسع نطاقا ضد روسيا - ما يسمى العقوبات القطاعية - كان بالتأكيد عاملا [ في تغيير لهجة بوتين ]". ونوهت الصحيفة إلى أن الغرب فرض عقوبات في إبريل الماضي ضد البنوك و شركات الطاقة التي يسيطر عليها بعض أقرب حلفاء بوتين على قرار ضم شبه جزيرة القرم، وفي منتصف شهر مايو، حذر وزير الخارجية الامريكي جون كيري من أن واشنطن وحلفاؤها الاوروبيون سيتحركون قدما في فرض عقوبات أشد إذا عطلت روسيا انتخابات الرئاسة في أوكرانيا. ولفتت الصحيفة إلى أنه بحسب لوكايانوف فإن تحول مزاج بوتين نابع عن إدراكه أن الحرب مع أوكرانيا المجاورة سيكون له "عواقب لا يمكن التنبؤ بها للغاية"، في الداخل و على الساحة الدولية، مضيفا أن "الجميع يدرك أن أي عملية عسكرية في أوكرانيا، البلد الذي تشترك في التاريخ المشترك والثقافة والدين مع روسيا، ستكون أمرا كارثيا"، مؤكدا على أن روسيا ستتخذ هذه الخطوة في حالة الضرورة القصوى. ورأى لوكايانوف أن على الرغم من استخدام الأسلحة الثقيلة الروسية في أوكرانيا وارتفاع أعداد القتلى، فشلت روسيا في وضع المنطقة تحت السيطرة، لذلك كان قرار بوتين بأن روسيا لا تحتاج إلى غزو، حيث باتت الفرصة ضئيلة للغاية للفوز في شرق أوكرانيا.