ويقترب العام الدراسى من نهايته، وتضيع على الإخوان فرصة أخرى وربما أخيرة للحشد، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها فى 26 و27 مايو الجارى، والذى تأمل الجماعة وتسعى لعرقلتها. والشغل الشاغل للجماعة حاليًا هو محاولة إيجاد بديل عن الجامعة والمدارس لإشعال الشارع بالمظاهرات، ولو من خلال عقد تحالفات جديدة، بعد أن كان اعتمادها خلال الفترة الماضية على طلابها. مع بدايات العام الدراسى المنصرم، انتاب القلق والتخوف أولياء الأمور، وترددوا فى ترك بناتهم وأبناءهم يذهبون إلى المدارس والجامعات؛ خوفًا من أن تطولهم أحداث العنف الإخوانية، بعد دعوات الجماعة لتعطيل الدراسة ردًا على الإطاحة بنظامهم الجاثم بعد ثورة 30 يونيو. أزمة الإخوان فى الحشد لنشر الفوضى وتهديد استقرار المجتمع توضح قصور الجماعة فى تكوينها الفكرى والخطابى، ذلك القصور الذى يجعلها عاجزة عن إعادة تنظيم حركتها لتأهيل نفسها من جديد بعد الانتكاسة التى تعرضت لها. كانت خطة جماعة الإخوان لمحاولة زعزعة الاستقرار الأمنى خلال العام الداراسى تعتمد على المظاهرات العنيفة والاعتصامات داخل الجامعات، وهى الخطة التى باءت بالفشل، وانقضى العام الدراسى، رغم كل ما فعلوه من عنف وخراب، بسلام. وفى تصريح للدكتور محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم، أكد أن "الإخوان" وأنصارهم فشلوا فى تعطيل الدراسة، وأن العام الدراسى مر بسلام رغم دعواتهم لتعطيل العملية التعليمية والعصيان المدنى داخل المدارس. وعلى عكس ما اشتهت وأرادت سفن الإخوان، جرت الرياح فى المدارس المصرية مشبعة بالأنشطة الصيفية، الفنية والثقافية والرياضية، وذلك بعد أن أوضح الوزير أن إجازة هذا العام سوف تشهد نشاطًا غير مسبوق، بعد أن تم توقيع بروتوكولات مع عدد من الوزارات كالثقافة والبيئة والرى والكهرباء والشباب والرياضة للتنسيق بينها وبين التربية والتعليم فى الإعداد للأنشطة الصيفية، موضحًا أنه سوف يتم استغلال المدارس فى تنفيذ استراتيجية الوزارة فى مجال محو الأمية، علاوة على ممارسة الأنشطة الصيفية للقضاء على الظواهر السلوكية السلبية والتأكيد على النواحى الإيجابية فى سلوك الطلاب، وشغل أوقات فراغهم فى أنشطة وبرامج تكسبهم خبرات ومهارات عديدة، وتنمى روح التعاون والمشاركة بينهم واحترام الرأى والرأى الآخر؛ لتصبح المدارس التى أراد الإخوان أن تكون مهادًا لأفكارهم الظلامية أو ساحات لمعاركهم الدموية، واحات تشع نورًا وثقافة، وتهيئ أجيالاً مستنيرة الفكر رحبة الآفاق، وهى البيئة التى لا تسمح بالحياة للأفكار المنغلقة والأشخاص مسلوبى الإرادة. وعن عنف "الإخوان" فى المدارس والجامعات قال محللون سياسيون إن لجوء الإخوان لهذه الأساليب يؤكد أنهم فقدوا كل أمل ولم يبق لهم سوى اليأس، وهو ما يجعلهم يتوجهون لعمليات العنف والتدمير فى البلاد، خاصة مع اقتراب إجراء الانتخابات الرئاسية. وأكد المحللون أن هدف الإخوان من تلك المحاولات المستميتة لبث العنف والخوف فى دور العلم هو إجبار النظام الحالى على إلغاء العام الدراسى وتوقف مؤسسات التعليم بالبلاد، وهو الأمر الذى يمثل خطورة كبيرة وكارثية على البلاد والاقتصاد المصرى.. وكانت "تلك أمانيُّهم"، ولكن الله سلَّم، وشاء أن تخيب أمانيهم تلك كما قال سبحانه منذ قرون واصفًا أمثالهم: {وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيد}.