تحوم شكوك حول قدرة الدول الإفريقية المجاورة لنيجيريا في تشكيل تكتل قوي لمواجهة جماعة بوكو حرام "المتشددة"، التي اختطفت منتصف أبريل الماضي، 276 فتاة من مدرسة ثانوية. ومن أبرز هذه المعيقات، النزاع الحدودي القائم بين نيجيريا وبعض جيرانها، وتحديدا الكاميرون، الأمر الذي يضع علامات استفهام بشأن قدرتها على مواجهة الجماعات المسلحة، بشكل موحد. وتبنى 5 رؤساء أفارقة اجتمعوا، السبت، في قصر الإليزيه في باريس، بدعوة من الرئيس فرنسوا هولاند، خطة تحرك إقليمية للتصدي لجماعة بوكو حرام، بحضور ممثلين عن الولاياتالمتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي. إلا أن الهدف من قمة باريس، التي سعت إلى دفع دول غرب إفريقيا للتعاون على الصعيد الأمني لمواجهة بوكو حرام، قد لا يتحقق على الأرض، في ظل ما تشهده هذه الدول من "ترهل" في قدراتها العسكرية. ويبرز معيق آخر قد يحول دون تشكيل تكتل إفريقي لمواجهة بوكو حرام، يتمثل في حالة الفقر وانعدام كثير من وسائل التنمية في بلدان جوار نيجيريا التي شاركت في القمة وهي: الكاميرون، والنيجر، وتشاد، وبنين. وفي هذا الصدد، شدد رئيس النيجر محمد إيسوفو، عقب اللقاء، على ضرورة العمل من أجل "تنمية اقتصادية واجتماعية في المنطقة"، بغية مكافحة "البؤس" الذي يغذي تشكيل جماعات "إرهابية" على غرار بوكو حرام. واقتصرت مخرجات قمة باريس على التزام الدول الخمس، القيام بدوريات منسقة، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، لا سيما بشأن تهريب السلاح عبر الحدود، على أن يجتمع قادة جيوش الدول الخمس، لوضع استراتيجية إقليمية لمحاربة الإرهاب. ولم يتضح من تصريحات أي من الرؤساء الأفارقة الخمسة إن كانوا سيقومون بالفعل بإجراءات عملية مرتقبة، لمساعدة نيجيريا في تحرير الفتيات المختطفات، وهو ما ألقى بظلال من الشكوك على تحرك وشيك بهذا الاتجاه. فضلا عن ذلك، فإن موقف باريس لم يذهب بعيدا عن ما قاله رؤساء الدول الإفريقية، حيث قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن هدف القمة هو "تنسيق المعلومات الاستخباراتية، ومراقبة الحدود، وقدرة على التدخل في حال الخطر". على الصعيد الدولي، فإن الحماسة التي انتابت بعض الدول الغربية للمساعدة في إطلاق سراح المختطفات النيجيريات قد تراجعت، وهو ما دعا فرنسا لعقد هذه القمة، من أجل وضع خطة أشمل ل"مكافحة الإرهاب" في نيجيريا. إلا أن ذلك لم يسفر إلى الآن، عن تحرير الطالبات المختطفات، رغم نشر طائرات أميركية في نيجيرية، وإرسال فرقة مكافحة إرهاب بريطانية إلى البلد ذاته، واستعداد كندا للمشاركة بقوات خاصة.