تخوف بعض المصريين من تأييد الأحزاب السياسية للمشير عبد الفتاح السيسى للرئاسة من أن يؤدى ذلك الدعم إلى الرجوع بمصر إلى الماضى أو التأثير على قرارات الرئيس القادم فى صنع القرار أو الانحياز إلى تيار أو حزب معين وإهمال إرادة الشعب المصرى فى ثورتين عظيمتين، وأيضًا الدعاية الانتخابية لكلا المرشحين هل سيتم العمل بها. وفى هذا الشأن تقول الدكتور نيفين مسعد أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه لا عودة للخلف على الإطلاق بعد ثورتين قاموا بهم الشعب المصرى ليس فقط من أجل الفساد أو العيش ولكن من أجل الحرية والتعبير عن الرأى والديمقراطية الحقيقية وذلك بعد تتطور نظم التكنولوجيا المعلوماتية والعولمة والانفتاح على العالم فى جميع النواحى السياسية والاقتصادية أو حتى على حساب الفقراء وبعض الأفكار التى تطرح على الساحة قد تؤدى بنا إلى العودة للخلف أو تسلل بعض الأحزاب السياسية أو رجال الوطنى المنحل لصناعة القرار السياسى فى مصر أفكار لا أساس له من الصحة.
وأضافت مسعد فى تصريحات خاصة ل "بوابة الوفد" أن المشير عبد الفتاح السيسى لديه رؤية واضحة لم يحدث على أرض الواقع ولا يعقل بعد ثورتين أن يسمح الرئيس القادم للعب فى القرار السياسى أو حتى طرح أفكار قديمة من شأنها التأثير على إرادة المصريين.
فيما رأى الناشط السياسي ممدوح حمزة، إن ما يحدث على الساحة الآن من دعاية انتخابية ووعود من أحد مرشحى الرئاسة هو "زى كلام الليل مدهون بزبدة" ولا يؤخذ على محمل الجد على حسب قوله. وأكد حمزة فى تصريح لبوابة الوفد عقب وصول الرئيس المنتخب لكرسى الحكم واتخاذ فريق عمل وإصداره لخمسة قرارات على الأقل سيتم معرفة هذا الرئيس يسير فى أى اتجاه، لافتا إلى أن الرئيس القادم أن صار فى نفس الاتجاه الذى سلكه مرسى من خلال الوعود الانتخابية ومشروع النهضة الذى أدى إلى إسقاطه بعد أن اكتشف المصريين أنها وعود وهمية. وتابع حمزة أن طرح أى من المرشحين برنامج انتخابى لابد وأن يكون له دراسة حقيقية يتم تطبيقها من خلال فريق عمل رئاسى متعاون عقب فوز المرشح بالانتخابات ولا سوف يخرج عليه الناس كسابقه. ووصف الدكتور كمال الهلباوى, عضو جماعة الإخوان المنشق، الوعود الانتخابية لكلا المرشحين الرئاسيين بأنها وعود جميلة وبراقة ولابد من وجود آليات لتطبيقها على حسب قوله. وأضاف الهلباوى فى تصريح لبوابة الوفد أن الوعود الانتخابية للمرشح السيسى وصباحى أكدت على أنه لابد وأن الشعب المصرى يتحمل من أجل الخروج من الأزمة الحالية وهى الأزمة الأمنية والاقتصادية التى تعثر بالبلاد لافتاً إلى أنه لابد من إيجاد سبل لتنفيذ آليات تلك الوعد البراقة. وعلى نحو متصل قال الدكتور سعيد اللاوندى خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجة, أنه من المؤكد أن المشير عبدالفتاح السيسي يتمتع بشعبية كاسحة, باعتبار أنه هو المنقذ لمصر من عثرتها بعد حكم جماعة الإخوان الإرهابية. وأضاف اللاوندى فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" اليوم الإثنين, أن أهم العوامل التى تميز المشير السيسي إعلاؤه لكلمة الوطن, على عكس المرشح الآخر الذى لا يتحدث سوى عن نفسه, موضحاً أن ذلك يتضح جلياً فى الشعار الذى اختاره السيسي لحملته الانتخابية وهو "تحيا مصر". وأعرب اللاوندى عن أمله فى أن تتم الانتخابات الرئاسية فى أجواء ديمقراطية, قائلاً: "لا نريد أن ينجح شخص بنسبة 99.9% ولكن نريد تحقيق منافسة عادلة بين كافة المرشحين, فالنسبة التى حسمت نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لصاح أوباما بلغت 1.5%, ضد منافسه ميت رومنى, وعلينا تدارك الدروس المستفادة من هذه التجربة". واعتبر اللاوندى أن حوار المرشح الرئاسى عبدالفتاح السيسي لاقى استحسانًا لدى الجماهير أكثر من حوار منافسه حمدين صباحى, مُرجعاً سبب ذلك إلى أن السيسي تحدث بصراحة عن المشاكل التى يواجهها المجتمع المصرى, كما تبين من خلال حديثه تقديره لقيمة العمل, باعتباره العامل الرئيسى الذى نستطيع من خلاله الخروج من عثرتنا. وفى سياق متصل أبدى المهندس حسين منصور عضو مجلس نقابة المهندسين وسكرتير عام مساعد حزب الوفد, استياءه من عدم استطاعة المعنيين بتحديد نسبة القوائم والفردى فى قانون الانتخابات, المقرر صدوره فى 17 يوليو القادم إلى الآن. وأضاف منصور فى تصريحات ل"بوابة الوفد" اليوم الإثنين, أن المرة الأخيرة التى جرى فيها تحديث الدوائر الانتخابية كانت فى عام 1950, موضحاً أن الدوائر فى الفردى غير الدوائر فى القائمة, وهو ما يفرض على الأحزاب تقديم مشاريع قابلة للتطبيق فى مسألة تحديث الدوائر الانتخابية. وأبدى سكرتير عام مساعد حزب الوفد تخوفه من انتزاع الحقوق التى اكتسبها الشعب عقب أحداث 25 يناير وثورة 30 يونيو, من خلال عدم حديث كلاً من السيسي وصباحى المرشحين الرئاسيين, عن دعمهما للتحول الديمقراطى والمؤسسات السياسية التى تشكل البنية الرئيسية لهذا التحول, أو عن انحياز أى منهما لفكرة تنشيط وحيوية المجتمع المدنى التى هى أساس الحراك والانتصار للإرادة الشعبية فى التعبير عن نفسها والدفاع عن حقوقها ومطالبها, فى أى من اللقاءات الإعلامية التى ظهروا فيها – على حد وصفه. وطالب منصور بأن يستعيد المجتمع عافيته من خلال التداول السلمى للسلطة, معتبراً "عدم تداول السلطة" مخططاً أمريكياً بدأ منذ حريق القاهرة.