لم يستجب الرئيس الفنزويلي، هوجو شافيز، حتى الآن للنداءات المتكررة التي أطلقها المفكر والكاتب الأمريكي اليهودي الشهير، نعوم تشومسكي، منذ عام 2009 لإطلاق سراح قاضية، اعتراضاً على تعرضها لانتهاكات. ويتناقض عدم الاستجابة لنداءات تشومسكي مع تقارير تفيد بأنه يعد من أكثر المقربين للرئيس الفنزويلي، الذي يعتبره مُلهمه. وذكرت جريدة (تايوان نيوز)، نقلاً عن أسوشيتيدبرس، أنه في خطاب عام نُشر في عطلة نهاية الأسبوع أدان تشومسكي "المعاملة المُهينة" التي تعانيها القاضية ماريا لورديس أفيوني وأعلن عن "تضامنه الكامل" معها. وأثارت أفيوني غضب حكومة تشافيز بعد أن أطلقت سراح المصرفي إيليجيو سيدينو بكفالة وكان متهماً بالفساد. وطبقاً لمنظمة حقوق الإنسان فإن مجموعة الأممالمتحدة التي تعمل ضد الاعتقالات التعسفية قد اعتبرت اعتقال سيدينو اعتقالاً تعسفياً. وألقت السلطات الفينزويلية القبض على أفيوني بعد الإفراج عن سيدينو واتهمتها بإساءة استغلال سلطتها والفساد و"الوقوف في صف التهرب من العدالة" كما قالت منظمة حقوق الإنسان. ووصفها تشافيز بأنها لصة وقال إنها قد حُكم عليها بالسجن ثلاثين عاماً طبقاً للمنظمة. وقد سُجنت في سجن النساء حيث تعرضت مرارا للإهانة والتهديدات. وقال تشومسكي وهو أستاذ اللغويات في معمل إم آي تي لأسوشيتيدبرس إن اتصالاته الخاصة بحكومة تشافيز ربما قد ساعدت على إقناعها بنقل أفيوني إلى الإقامة الجبرية. وقال تشومسكي "شعرت أنه كان من اللائق المحاولة والخروج ببيان رسمي على أمل أن يؤدي هذا إلى لفتة إنسانية للإفراج عنها ورأيت أنه كان بوسعنا المزيد لنقدمه". وأضاف تشومسكي أنه لا يعتقد أن قضية هذه القاضية كانت جزءً من حملة قمع للحكومة ضد نقادها في فينزويلا. وقد وجدت منظمة حقوق الإنسان أن الحكومة الفينزويلية قد "قوضت على نحو ممنهج حرية التعبير الصحفية" واستقلال القضاء في الدولة. واستطرد: "لا أعتقد أننا يمكن أن نأخذ قضيتها بمعزل عن بقية القضايا المشابهة لكني لا أرى أن هذا اتجاه عام للقمع". ووصف تشافيز تشومسكي بأنه ملهمه ورشح واحداً من أشهر كتبه للقراءة أثناء خطاب له في 2006 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقال تشومسكي إنه التقى مع تشافيز وتكلم معه لمدة ساعتين والتقى أيضاً بقيادات الدولة الآخرين. وقال تشومسكي: "لا أتصور وجود دولة ليس بها قمع غير قانوني حتى الولاياتالمتحدة نفسها".
