النداء الثالث على المصريين سيكون بالنزول يومى 26، 27 مايو القادم لانتخاب رئيس الجمهورية عن طريق التوجه إلى اللجان الانتخابية والادلاء بالأصوات فى الصناديق للمرشح الذى وضع حجر أساس استقرار الدولة. كان النداء الأول من عبدالفتاح السيسى على المصريين بالنزول يوم 3 يوليو للمشاركة فى وضع خارطة المستقبل، فهب الشعب تلبية للنداء، وأسقطوا الرئيس الفاشل محمد مرسى، وأنهوا حكم الإخوان الفاشى، وشهدوا توقيع عقد بناء دولة القانون والذى تكونت بنوده من دستور جديد للبلاد، وانتخاب رئيس جمهورية وانتخاب مجلس نواب، ثم كان النداء الثانى على المصريين من السيسى بالنزول يوم 26 يوليو لمنحه تفويضًا وأمرًا بمواجهة الإرهاب الذى مارسه ورعاه الإخوان تحت شعار «لنحكمكم أو نقتلكم». ونزلت الملايين إلى الميادين ملبية النداء، وقالوا للسيسى لقد فوضناك، ووضع السيسى الذى كان وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا كل إمكانيات القوات المسلحة تحت أمر الاستقرار وحماية تراب الوطن وحفظ أرواح المصريين وممتلكاتهم من الترويع والقتل الذى مارسه الإرهاب الممول من الخارج، ونفذته الجماعة المتسترة بالاسلام وهى فى الحقيقة جماعة إرهابية دموية. لم يكن الأمر بسيطًا ولا سهلاً أن يمسك السيسى ميكرفونا وينادى على المصريين بالنزول للدفاع عن مستقبلهم وعن أمنهم ودولة القانون التى تتمزق بين أنياب كلاب ضالة، لكنه كان يدرك حجم الخطر على مستقبله وحياته لو كانت الآذان بها صمم أو لم يهتم المصريون بندائه، كان السيسى سيعزل من منصبه ويعتقل، أو يقتل وكانت ثورة 30 يونية ستفشل، ويستمر حكم المرشد إلى ما شاء الله، كان الإخوان يخططون لحل الجيش، وهيكلة وزارة الداخلية ليديرها البلتاجى أو العريان، وكانوا سيتنازلون عن سيناء للجهاديين، وعن قناة السويس للشيخة موزة؛ وكانوا سيرسون حكم السمع والطاعة للمرشد الحاكم الفعلى للبلاد. كان الإخوان يقولون من يعجبه نظامنا يبقى ومن لم يعجبه يرحل إلى أى دولة أخرى، كان الأقباط سيكونون أول الراحلين ليس بإرادتهم ولكن بالطرد أيضًا، السيسى لم يفكر فى نفسه ولا فى منصبه، فكر فى مصر، فى مستقبل هذا البلد، فى حياة ملايين المصريين الذين كانوا سيفقدون أعمالهم ليتولى بدلاً منهم من «يبوس» إيد بديع والشاطر وعزت وينحنى أمام مرسى الخائن العميل، أى دولة ينتمى إليها المصريون يعمل رئيسها جاسوسا لصالح منظمات أجنبية، أى أمن قومى تتحدث عنه ورأس الدولة عميل، من أجل ذلك لم يفكر السيسى فى مستقبله ولا فى حياته ولا فى أسرته، كان هدفه هو أن تعيش مصر حرة مستقلة، دولة قانون ويعيش المصريون كرماء على أرضهم، لا يحكمهم فاشل ولا فاسد، ولا إرهابى خائن وعميل. السيسى سيحكم مصر خادمًا عند الشعب بدرجة رئيس دولة،وعندما استجاب المصريون لندائيه الأول والثانى شعر أنه حقق كل ما يتمناه، وأنه عليه أن يتفرغ لمنصبه الذى يعشقه وهو قائد الجيش المصرى خير أجناد الأرض. لكن السيسى كان ينتظره منصب آخر، وعليه أن يسمع نداء الشعب كما سمع منه الشعب ولبى نداءيه الأول والثانى بوضع خارطة الطريق وتفويضه فى مواجهة الإرهاب، نداء الشعب المصرى هو أن يكون السيسى رئيسه، وكما أعطاه الشعب أمرًا بمواجهة الإرهاب، أعطاه أمرًا آخر بأن يكون رئيسه، تكسير الأوامر فى الجيش يعنى محاكمة عسكرية، والجيش جزء من مصر، أى جزء من الكل، جزء من الشعب، فما بال الشعب عندما يصدر أمرًا لأحد أفراده بأن يتقدم الصفوف ويصبح الرئيس، السيسى لبى نداء الشعب وسيوجه السيسى إلى الشعب نداء ثالثًا من خلال برنامج واقعى يحمل العزة والكرامة للوطن والعيش الكريم للمواطن ويرفع رأس مصر من جديد بين الأمم، النداء يدعو فيه السيسى الملايين التى خرجت لتحرير الوطن من عصابة إرهابية بأن تتوجه إلى صناديق الاقتراع لانتخابه رئيسًا ليكمل مرحلة البناء بعد وضع حجر الأساس، أكثر من 53 مليون مصرى مقيدون فى جداول الانتخاب عليهم أن يتوجهوا إلى لجان الاقتراع ليقولوا نعم للسيسى. انتخاب الرجل الذى وضع رأسه على كفه لإنقاذ الوطن يستعد الآن لحمل عدة البناء فى حقيبته لإقامة الدولة، التصويت للسيسى يعنى تصويتًا للاستقرار، الثورة قامت من أجل الاستقرار، وانتخاب الرجل الذى انقذ الثورة هو الطريق للمستقبل والاستقرار وبناء الدولة.