تعتبر بطولة كأس العالم العاشرة التي نظمتها ألمانياالغربية عام 1974 بداية حقبة جديدة لبطولة كأس العالم وذلك للعديد من الأسباب . أول هذه الأسباب هو تقديم كأس جديدة للبطولة بعدما احتفظت البرازيل بكأس جول ريميه للأبد وسمي الكأس الجديدة باسم كأس العالم لكرة القدم وصنعها الفنان الإيطالي سليفيو كازانيكا من الذهب الخالص. ثاني هذه الأسباب هي انتخاب البرازيلي جواو هافيلانج رئيسًا للاتحاد الدولي خلفًا للسير ستانلي راوس بعد 13 عاما ظل فيها راوس على قمة الاتحاد الدولى لكرة القدم "الفيفا" وأصبح هافيلانج أول رئيس غير أوربي للفيفا منذ إنشائه عام 1904. ثالث الأسباب هي تغيير نظام البطولة حيث تقرر توزيع الفرق ال16 على أربعة مجموعات ثم يتم تقسيم الفرق الصاعدة للدور الثاني إلى مجموعتين يتأهل بطل كل مجموعة إلى المباراة النهائية بينما يلعب صاحبي المركز الثاني في مباراة المركزين الثالث والرابع. وعلى خلاف ما حدث في بطولة المكسيك عام 1970 من إقامة المباريات في وقت الظهيرة وفي أجواء حارة أقيمت المباريات بألمانيا في طقس بارد متقلب ممطر حول بعض الملاعب في المباريات إلى بركة من المياه مثلما حدث في مباراة ألمانياالغربية و بولندا في الدور الثاني والتي كانت ستحدد الفريق الصاعد للمباراة النهائية فقد تحول ملعب فرانكفورت إلى ملعب طيني فكان الحسم بالحظ وليس بالمهارة الفردية للاعبين . خاض المنتخب الألماني الغربي البطولة وهو أقوى المرشحين للقب بعد فوزه ببطولة أوروبا عام 1972 وكان يضم مجموعة من أمهر اللاعبين من نجوم ألمانيا عبر تاريخها مثل القيصر فرانز بيكنباور وسيب ماير وأوفرات وجيرد موللر الذي اعتزل عقب ختام البطولة وإحرازه هدف الحسم لمصلحة المنتخب الألماني في المباراة النهائية أمام منتخب هولندا؛ والتي نجح خلالها في زيادة عدد أهدافه في كل المباريات التي شارك فيها في بطولات كأس العالم إلى 14 هدفًا وهو رقم قياسي مازال صامدًا حتى الآن، وقد اعتزل موللر اللعب الدولي عقب البطولة بعد أن سجل لألمانيا 68 هدفًا في 62 مباراة دولية. وشهدت البطولة أيضًا مشاركة دولتين لأول مرة بعد الحرب العالمية الثانية لكن لعبتا دور كبير في البطولة وهما المنتخب الهولندي والمنتخب البولندي. المنتخب الهولندي بقيادة نجمه العبقري يوهان كرويف قدم للعالم ما عرف فيما بعد بالكرة الشاملة التي صار اسمها مرتبط بالمنتخب الهولندي وبعد انتصارين مستحقين على منتخبي البرازيلوالأرجنتين في الدور الثاني استحق منتخب هولندا مكانا في المباراة النهائية. منتخب بولندا بعدما حصل على الميدالية الذهبية في الألعاب الأوليمبية بميونخ عام 1972 وإقصاؤه لمنتخب إنجلترا في تصفيات البطولة جاء إلى ألمانيا بقياده النجم لاتو الذي سجل سبعة أهداف في البطولة حصل بها على لقب هداف البطولة وقاد منتخب بولندا لتخطي منتخبات مثل إيطالياوالأرجنتين وفي النهاية حصل على المركز الثالث بعد فوز مستحق على منتخب البرازيل. منتخب البرازيل وعلى الرغم من إحرازه المركز الرابع إلا أنه بغياب بيليه وفي وجود نجوم مثل ريفيلينو وجاييرزينو كان من المتوقع تقديمهم لعروض أفضل مما قدموا فمنتخب البرازيل لم يسجل في أربعة مباريات من مبارياته السبعة في البطولة سوى ستة أهداف منها 3 أهداف في مرمى زائير المنتخب الإفريقي الصاعد لكأس العالم لأول مرة. منتخب إيطاليا كان من المفاجآت السيئة في البطولة فدينو زوف الحارس الإيطالي الكبير جاء للبطولة وهو يحاول الدفاع عن رقمه القياسي في عدم قبوله لأهداف لمدة 1142 دقيقة لكن الحارس الكبير فوجئ في المباراة الأولى من أيمانويل سانون وعلى الرغم من تمكن المنتخب الإيطالي من تجاوز هايتي بهدفين إلا أن منتخب الأتزوري لم يتعاف من هذه المباراة وخرج من البطولة مبكرًا. لاعب هايتي أرنست سان جوزيف كان صاحب أول فضيحة لتعاطي المنشطات في تاريخ كأس العالم بعدما ثبت تعاطيه للمنشطات في مباراة إيطاليا نفسها وتم استبعاده من باقي مباريات فريقه في البطولة. أربعة دول شاركت في بطولة ألمانيا 1974 كانت تشارك في كأس العالم لأول مرة وهي زائير وهايتي وأستراليا لكنها لم تسجل انطباعًا جيدًا لاسيما منتخب زائير الذي لقى هزيمة تاريخية أمام منتخب يوغوسلافيا بتسعة أهداف كاملة ورابعتهم ألمانياالشرقية قدمت أداءً جيدًا لكن ربما يكون لعبهم مباريات البطولة على ملاعبهم تقريبًا يكون قد ساعدهم. لاعب شيلي كارلوس كازالي دخل التاريخ من الباب الخلفي عندما أصبح أول لاعب يطرد بالكارت الأحمر في كأس العالم . فعلى الرغم من أستخدام نظام البطاقات الحمراء في كأس العالم منذ عام 1970 إلا أنه لم يستخدم في المكسيك وطرد كازالي في بطولة ألمانيا في مباراة ألمانياالغربية وشيلي .
