علي طريقة الأفلام السينمائية القديمة لم تستطع ربة منزل، تخيل فكرة تخليها عن أمومتها، وأن زوجها سيطلقها إن لم تنجب له ولداً، بعد فشلهما فى إنجابه بعد حياة زوجية فاشلة لأنها عاقر خاصة بعد أن عزف عنها زوجها بحثاً عن أخرى تلد له من يحمل اسمه، فجن عقلها حينما رأت والدة الطفل «يوسف» وهى على سرير المستشفى وبجوارها مولودها وانتحلت صفة ممرضة، وعرضت عليها أن ترعاه وتضعه على جهاز التنفس بالحضانة، فما كان منها إلا أن وافقت وبعدها اكتشفت أن الطفل تم اختطافه لتصاب الأم بحالة هيستيرية من البكاء. «لقد ضاقت بي الدنيا وتمنيت لو أنني لم أتزوج والسبب هم أهل زوجي لقد تعبت من المشاكل معهم منهم لله هم السبب وأجبرونى علي عمل حاجة عمرى ما كنت أتخيلها».. بهذه الكلمات بدأت المتهمة «ياسمين» حديثها ل «الوفد»: أنا متجوزة منذ أكثر من سنتين بعد معاناة بين أسرتى وعائلة زوجتى لأنهم كانوا غير موافقين على تلك الزيجة، لكنه أصر وبالفعل نجح فى إقناعهم بى وبالفعل وافقوا على زواجنا، وبعد الزواج بعدة أشهر علمت بحملى، فطار زوجى من الفرحة لأننى سأنجب له من يحمل اسمه ويجعله يفتخر بين عائلته، نظراً لأنه من أصول صعيدية تتباهى بإنجاب الذكور لإحياء اسم العائلة وتخليده أبد الدهر، ومرت شهور الحمل دون أى مشاكل إلى أن جاء يوم الولادة وأخذنى زوجى إلى المستشفى لأضع له ولده الذى ينتظره منذ 9 أشهر وكانت ترافقه والدته وشقيقتاه، وبعد أن وضعت طفلى أخبره الأطباء بأنه يجب أن يوضع فى الحضانة بالمستشفى لنقص وزنه عن المعدل الطبيعى، لكن وافته المنية بعد يومين من ولادته ليصاب والده بحالة هيستيرية وجنون، وبدأ يتطاول علي بالألفاظ والأيدى، وأنا بفراش المستشفى، حتى إن والدته أخبرتنى بأنها ستقوم بتزويجه من أخرى تلد لهم ذكوراً لا يموتون، وهددتنى بأنها هتجوزه خلال أسبوع».. تسكت المتهمة للحظات وكأنها تسترجع شريط ذكرياتها مع حماتها وتتابع كلامها: «أنا عارفة أن جوزى بحبنى وحماتى من غيظها بقت تشيع عنى أقوالاً وأفعالاً وخصالاً بالكذب وبفضل الله فى فترة قليلة جداً قدرت أكسب قلوب كل اللى حواليا أهل وجيران ومعارف وأصحاب وعشت فترة شهر ونص الشهر من يوم جوازى إلى حد ما حياتى استقرت، وأول ما حماتى بدأت تدرك المكانة اللى ربنا رزقنى بيها فى قلوب الناس وقبلهم جوزى بدأت تفترى عليّ من تانى بالكذب عند كل الناس وأولهم جوزى.. عاوزة أقولكم إنى كنت شايلاها وبساعدها وعايشة معاها على الرغم، بس هى مطلعش عندها ضمير تعبت فى شقتى وأترميت فيها لوحدى 4 أيام، عندى حمى، ودرجة حرارتى 40 ملاقيتش اللى يبص عليّ لدرجة أننى احتجت دواء ندهت لابن الجيران «عيل عنده 8 سنين» وشبكتله شريط الدوا والفلوس فى مشبك غسيل راح جابه وطلعهم لى لان جوزى كان مسافر». ووتتابع حديثها: عقب ذلك طلب منى زوجى أن أتصرف بطفل يرفع رأسه أمام عائلته ضارباً عرض الحائط بالوسيلة التى استخدمها للحصول على طفل وعندما علمت والدتى بطلب زوجى توقف تفكيرها لبضع لحظات ثم عرضت عليّ فكرة اختطاف طفل من داخل أحد المستشفيات وتبنيه. كان اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث قد تلقي إخطاراً من نائبه اللواء مجدي عبدالعال بورود بلاغ من «إيمان» 22 سنة، ربة منزل تفيد باختفاء طفلها فور وضعه بمستشفي بولاق الدكرور، حيث أضافت أنه بعد وضع الطفل بساعة حضرت لها ممرضة في العقد الرابع من العمر وطلبت الطفل لإجراء جلسة بخار له، ولم تعد بالطفل.. تم تشكيل فريق بحث بقيادة اللواء مصطفي جرير مدير مباحث الجيزة لكشف غموض الواقعة، وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة «هدي نصر» ربة منزل، وابنتها «ياسمين» 19 سنة، مقيمتين بشارع العشرين ببولاق الدكرور.. انتقل المقدم عمرو حجازي رئيس مباحث قسم بولاق الدكرور وقوة أمنية، وتم ضبط المتهمتين وبحوزتهما الطفل وبمواجهتهما اعترفت ربة المنزل بدخولها المستشفي متخفية بالنقاب ومعها ابنتها ياسمين وقامت بالتجوال في غرف الولادة وعندما شاهدت «إيمان» وبصحبتها طفل حديث الولادة دخلت دورة المياه وخلعت النقاب وتنكرت في زي ممرضة، وذهبت إلي والدة الطفل وأخذته منها بدعوي أنها ستقوم بإجراء جلسة بخار له، وسلمته لابنتها «ياسمين» وفرتا هاربتين من المستشفي.. وأمام اللواء محمود فاروق اعترفت ربة المنزل بأنها ارتكبت الواقعة لإرضاء زوج ابنتها الذي هددها بالطلاق في حال عدم تصرفها في طفل بدلاً من طفلهما الذي توفي بعد ولادته، وأخبراه بأن الطفل حصلا عليه من صديقة «ياسمين» التي حملت فيه سفاحاً، هرباً من شبح الطلاق.