فى الأول من إبريل الحالى فاجأ «ديفيد كاميرون» رئيس وزراء بريطانيا العالم بقراره إجراء تحقيق عاجل حول مرجعية جماعة الاخوان ونشاطها فى بريطانيا مع مايتردد من اتخاذها مركزا من أجل التخطيط لأنشطتها الارهابية. القرار لم ينبع من فراغ، فلقد حركته ضغوط مارستها مصر والسعودية والامارات وهو ماحفز بريطانيا على فتح ملف هذا التنظيم لاسيما بعد أن لجأت بعض قياداته إلى بريطانيا فى السنة الأخيرة. ولاشك أن صدور القرار عن «كاميرون» شخصيا هو دلالة على الأهمية الاستراتيجية التى توليها بريطانيا لهذا الموضوع إذ إنه يعنى إعداد تقرير عن جماعة الاخوان وصفتها بالتطرف والعنف وهو مايثير القلق نظرا لما يشكله هذا من تأثير على الأمن القومى البريطانى. التحقيق يشارك فيه جهاز الأمن الخارجى والذى سيتولى بحث سلسلة هجمات الاخوان فى مصر، وجهاز الأمن الداخلى الذى سيقوم بوضع لائحة بأسماء قادة الاخوان الذين انتقلوا للاقامة فى بريطانيا عقب عزل «مرسى». ويأتى القرار كمحاولة للضغط على قيادة التنظيم لعدم القيام بأية عمليات ضد حلفاء بريطانيا وبصفة خاصة السعودية والامارات. ولاشك أن المراجعة التى تضطلع بها بريطانيا من خلال فتح تحقيق حول هذا التنظيم قد يعنى أن هناك خطوات ربما تتخذ ضد الاخوان فيما إذا ثبت تورطهم فى ارتكاب الجرائم على غرار العملية الانتحارية التى استهدفت حافلة سياحية فى طابا وقتل فيها ثلاثة بريطانيين. هذا بالاضافة إلى أن تنظيم الاخوان لعب دورا مهما فى تجييش المسلمين البريطانيين من أصول باكستانية. ومن ثم فإن اتخاذ هؤلاء لبريطانيا ملاذا استغلالا منهم لطبيعتها الليبرالية سيحمل بريطانيا مسئولية إيواء جماعة قد تشكل خطرا ضاريا عليها فيما بعد. اليوم باتت جماعة الاخوان الارهابية تحت المجهر البريطانى ومطالبة «كاميرون» بالتحقيق فى مرجعيتها يعنى بالقطع أن بريطانيا لن تقبل أن تصبح أراضيها ملاذا للجماعات المتطرفة.الجدير بالذكر أن مكتب الاخوان فى لندن كان قد تحول ليكون المقر الرئيسى للتنظيم الدولى للجماعة ويعزز ذلك استضافته لاجتماع قيادي فى نهاية العام الماضى. التحقيق الذى تجريه اليوم المخابرات البريطانية سيشمل أيضا لغة الخطاب السياسى والاعلامى للجماعة الذى يمثل تحريضا على الكراهية والعنف ، فهل يمكن أن تؤدى التحقيقات إلى حظر الجماعة الاخوانية فى بريطانيا على غرار ماحدث فى مصر والسعودية عندما قامتا بإدراجها فى دائرة الارهاب أم أن بريطانيا ستتراجع عن ذلك أمام تهديد «إبراهيم منير» أمين التنظيم الدولى للاخوان بلندن من أن بريطانيا ستتعرض لهجمات إرهابية حال حظرها أنشطة الجماعة...؟