أكد نبيل فهمى وزير الخارجية أن العلاقات مع الولاياتالمتحدة مضطربة حاليا لكنها مهمة للطرفين وأن الحوار الاستراتيجى بين البلدين مرهون بعودة العلاقات لمسارها الطبيعى، ولا يعنى هذا عدم وجود اتصالات بين البلدين مؤكدا أنها ما زالت مستمرة. وفيما يخص أزمة سد النهضة الإثيوبى قال فهمى إن مصر كانت واضحة فى موقفها من أن مصلحة دول حوض النيل لن تتم سوى عن طريق التعاون والتفاوض الجاد والتفصيلى، وخاصة بين دول إثيوبيا ومصر والسودان. وأشار خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده بمقر وزارة الخارجية إلى أن مصر لجأت إلى المسار الفنى أولا عن طريق تشكيل لجان فنية إلا أن ذلك لم يأت بنتيجة. واضاف أنه التقى نظيره الإثيوبى خلال القمة الإفريقية الأوربية فى بروكسل، وكان بينهما مصارحة ومكاشفة لموضوع السد سواء من مخاوف وملاحظات وطلبات، رافضًا الإفصاح عن تفاصيل اللقاء لحين تقدير ما إذا كان هناك جدية فى تصريحاتهم أم لا؛ نظرا لأن الموضوع بالغ التعقيد، والسلبية، مضيفًا أن مشروع سد النهضة لم يظهر بين يوم وليلة. وقال فهمى: "نتعاون فى السد بجدية كاملة، ومن السابق لآوانه إعلان تقدم أو حتى تغير فى الموقف بمجرد لقائه مع وزير خارجية إثيوبيا". وأشار إلى أن الأسلوب الوحيد لتحقيق مصالح الأطراف هو التعاون من خلال التفاوض الجاد والتفصيلى. وانتقد وزير الخارجية، الهجوم على تصريحاته بشأن عرض مصر تمويل سد النهضة نظرا لأن من تناول تلك التصريحات لم يتناولها كاملة، قائلا: لم يؤخذ التصريح فى إطاره الكامل. وحول التعاون بين مصر والناتو قال نبيل فهمى إن الناتو مستعد لمساعدة مصر فى مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى أن مصر تحدثت عن تهريب الأسلحة الليبية إلى مصر إلا أن الناتو كان حذرًا فى هذا الملف نظرا لتورطهم فى تسليح المعارضة الليبية أثناء ثورتها. وقال الوزير إن زيارة الوفد الإفريقى رفيع المستوى برئاسة عمر كونارى لمصر جاء اتساقا مع جولتيه الاثنتين السابقتين، وسوف يلتقون بعدد من الشخصيات السياسية والحكومية لتقييم الوضع في مصر، مؤكدا أن الموقف المصرى لن يختلف فسوف يتم تنفيذ استحقاقات خارطة الطريق مؤكدا أن القرار الإفريقى بتعليق عضوية مصر فى مجلس السلم والأمن كان متعجلًا ويجب إعادة النظر فيه. وقال فهمى إن التعامل مع المراسلين الأجانب فى مصر يحتاج إلى مزيد من الجهد لتوضيح حقيقة الأوضاع فى مصر، رغم أن بعض مما يكتب ضد مصر هو جزء من مؤامرات، مشيرا إلى أن لقاءاته الصحفية أثناء وجوده فى بروكسل كانت وسيلة لتوضيح حقيقة الأوضاع. واشار إلى أن آشتون ستزور مصر قريبا وتم الاتفاق معها على إيفاد مبعوث أوروبى للقاهرة. وحول موضوع ليبيا قال إنه بالغ التعقيد والحساسية لأن السلطات الليبية فى حدود إمكانياتها متعاونة مع مصر ولا توجد سيطرة مركزية ولا مجال للحصول على ضمانات تأمين. وأضاف أن مصر لها تجارة مستمرة مع ليبيا ولا توجد حاليا خطة متكاملة لخلق وظائف لكل من يترك ليبيا لكن على المدى الطويل ومع استمرار الوضع لابد أن ندرس ذلك وقال إن الخارجية تصدر حاليا بيانات تحذيرية.
