خسر النجم الأسطوري الخلوق محمود الخطيب الكثير لرهانه على حصان «خاسر» في انتخابات الأهلي الأخيرة.. «بيبو» المعروف بدقة حساباته وقراءة المستقبل أخفق دون أن يقرأ جيداً ويستشرق المستقبل وما تفكر فيه الجمعية العمومية وربما يعانى من تبعات هذه المساندة على شعبيته داخل القلعة الحمراء حيث ستظل نقطة سوداء لا تمحى بسرعة مع مرور الوقت واختلاف المكان.. ولست هنا في معرض المقارنة بين الخطيب والخالدين مرتجي والدرندلي اللذين انتفضا مبكراً وخلعا ثوب الولاء للمجلس السابق بقيادة حسن حمدى ومعه الخطيب في مساندة إبراهيم المعلم.. وهل كانت حساباتهما صحيحة بناء عن رؤية ثاقبة لما يفكر فيه أعضاء الجمعية العمومية أم مجرد حب وولاء لصديق مثل محمود طاهر.. وفي يقينى أن العاملين الحب والرؤية وقدرة طاهر على تحقيق آمال وطموحات الجمعية العمومية كانت وراء توجه الخالدين ولم يرتديا عباءة الأسطورة بيبو ولم يخشيا من زلزال شعبيته في مصر وداخل القلعة الحمراء. الخطيب استفاق سريعاً من هول المفاجأة التي ألمت به مع غروب شمس يوم الاختبار، حيث أصيب بغيبوبة عندما وجد أن عقارب الساعة لن تعود للوراء وأن الهزيمة الساحقة الماحقة قادمة لا محالة، فنادي بعد الإفاقة بضرورة تكاتف الجميع خلف مجلس طاهر وبدأ من سياق النداء أن بيبو يتجمل ويحاول أن يحفظ ماء الوجه لأنه نداء «الوقت الضائع» لا يفيد بعد النجاح الكاسح لطاهر في فارق الأصوات مع منافسه أو في تفوق القائمة جمعاء. درس انتخابات الأهلي مفيد للجميع خاصة للذين رهانوا على شعبيتهم وجماهيريتهم لكسر إرادة الجمعية العمومية.. لكن رغم وجود هؤلاء النجوم داخل القلعة الحمراء لسنوات إلا أنهم لم يفهموا طبيعة عضو النادي الذي لا يهمه نجومية أو أسطورة هذا أو ذاك بل بعينه الخبيرة يبحث عمن يفيد ناديه العريق الذي يموج بانتكاسات كروية ومادية. أخشى أن ينسي الفوز الكبير لفريق الزمالك على نكانا الزامبي بخماسية مسئولي النادي بقيادة مرتضى منصور المشاكل والأزمات التي يعاني منها الفريق.. فالفوز الكبير نتاج دفعة معنوية وتحريك مياه راكدة بتولى مجلس جديد ووعود بصرف مستحقات متأخرة.. وجاءت هزيمة الأهلي قبلها ب 24 ساعة لتكسر الحاجز النفسي أمام لاعبين لم يعرفوا أو يروا بأم أعينهم سوى انتصارات الأهلي فكانت فرصة لهم لإثبات الذات والتأكيد أن السفينة البيضاء ستبحر بلا توقف لتعويض سنوات عشر عجاف. الروح الجديدة للبيت الأبيض تدعو للتفاؤل، خاصة مع وجود وجوه معتدلة داخل المجلس ذات صوت هادئ وعقل رزين وداعية للتكاتف والتوحد مثل أحمد سليمان وهاني زادة وأحمد جلال وأحمد مرتضى والأخير أعجبني نهجه وهدوؤه والبحث عن حلول دون صرصرة. مشاكل الزمالك لا تحل بصوت عال أو التفرغ للسباب وتصفية الحسابات وإلا سوف يكون قرص «نكانا» مجرد تخدير وبداية النهاية!