كتبت صحيفة "لوموند" الفرنسية، اليوم الثلاثاء، أن الكويت تقوم بدور الوسيط "فى الحرب الباردة" بين قطر والمملكة العربية السعودية على ضوء القمة العربية التى تستضيفها الكويت اليوم. وأشارت الصحيفة إلى أن أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الملقب ب"شيخ الدبلوماسيين" يعقد عليه الأمل فى حل الأزمة التى تعود لحوالى ثلاثة أسابيع بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدةوقطر. وأضافت أنه وبمناسبة قمة الجامعة العربية المقررة، يأمل أمير الكويت فى التفاوض بشأن وقف التصعيد فى "الحرب الباردة" التى هزت مجلس التعاون الخليجى . ونقلت الصحيفة الفرنسية عن رولا دشتي، الوزيرة السابقة بالكويت قولها إن هذا الأمر لن يكون من السهل على ضوء تمسك الدوحةوالرياض بمواقفهما، غير أن الأمير (الكويتى) لديه العديد من النجاحات على المستوى الإقليمي. وذكرت "لوموند" أن الغضب من الدعم التى توليه قطر لجماعة الإخوان المسلمين، بما فى ذلك من خلال قناة تليفزيون "الجزيرة"، الجناح العسكرى للدبلوماسية القطرية، فإن المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين قاموا بسحب سفرائهم من الدوحة فى وقت سابق من هذا الشهر.. كما أن الرياض وأبو ظبى تهددان بفرض عقوبات إضافية على جارتهم القطرية إذا ما استمرت فى دعم الأخوان، التى تصنف الآن على أنها "منظمة إرهابية. وبحسب اليومية الفرنسية، فإن هناك حسابات إضافية واعتبارات للسياسة الخارجية، حيث إن النشاط الدبلوماسى للدوحة، ورفضه لما حدث فى مصر فى 30 يونيو، وتدخل الدوحة فى شؤون المعارضة السورية وإصرارها على الحفاظ على علاقات ودية مع إيران، تعتبره الرياض بمثابة التحدى للقيادة الإقليمية. وأضافت "لوموند" أن قطر مثل سلطنة عمان لا تقبل مشروع تحويل مجلس التعاون الخليجى إلى اتحاد سياسى حقيقي، خشية الهيمنة السعودية والتى قد تؤدى إلى مواجهة مع طهران. وأضافت "لوموند" أن الكويت تنتظر أن ينتهج أمير قطر الجديد، الشيخ تميم آل ثانى سياسة مختلفة عن والده الأمير السابق، غير أن محيط أمير الكويت يرى أن هناك تفسيرات للسياسة الثابتة لقطر، صوابا كان أو خطأ، بوصفها علامة على أن (الأمير السابق) حمد آل ثانى وكاتم أسراره رئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم، يحركان حتى الآن الخيوط من وراء الكواليس بالدوحة. واختتمت "لوموند" بالقول أنه وفى هذا السياق، لا يتوقع أن يصل أمير الكويت إلى نتائج فى هذا الصدد خلال القمة العربية.. مذكرة بأن الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الذى سيقوم بزيارة فى نهاية الأسبوع الجارى إلى المملكة العربية السعودية سيواجه حتما اختبارا فى أزمة الخليج.