مرت مصر بكثير من الأزمات الصحية بسبب انتشار العدوى لكثير من الأمراض وآخرها منذ سنوات قليلة وتتمثل فى انتشار فيروسات الأنفلونزا القاتلة المسماة أنفلونزا الخنازير وأيضا الآن H1N1. هذه الفيروسات كانت منتشرة منذ سنوات، خاصة فيروس الخنازير الذى تسبب فى حالات وفاة مما أدى لإعدام جميع حيوانات «الخنزير» بمصر لتفادى خطر الوصول بالمجتمع إلى وباء والعياذ بالله. بناء عليه يجب على الدولة الآن أن تقف بنفس القوة لمحاربة فيروسات الأمراض وأيضاً لمحاربة فيروسات الإرهاب، بل على المجتمع كله من شعب مصر من شبابه وشيوخه أن يستوعب كلمة عدوى وخطورتها وأبعاد انتشارها بشكل يحولها إلي وباء بمصر والعياذ بالله. أما موضوع هذا المقال فهو عدوى أخرى بنفس خطورة عدوى الفيروس أو المرض بل هى أكثر خطراً لأن عدوى الأمراض لها علاج من أدوية تقضى على الفيروس أو حتى مصل يقى الإنسان من فاعلية الفيروس بالجسم. هذه العدوى التى بليت بها مصر بعد ثورة 25 يناير وقد زادت أيضاً بعد 30 يونية هى عدوى السلوكيات، لقد ثبت يقيناً أن السلوك الإنسانى هو عدوى كأى عدوى للمرض لم يستطع الإنسان التعرف عليه، إلا بعد أن تتم العدوى ويصل الفيروس للجسم وتظهر أعراض المرض كما أيضاً عدوى السلوك لم ولن تظهر إلا بعد أن يسلك الإنسان السلوك المرضى الذى قام به، لذا فإن كثيراً من الشباب يتغير سلوكه باقترابه من سلوكيات مختلفة عنه، وقد يتأثر بها بل إنه سيصاب بعدوى سلوكى من الآخر قد تضره دون شك فى ذلك، والمثل الأقرب لها تدخين القُصر للسجائر والشيشة وما خفى كان أعظم. أما الجديد فى عدوى السلوكيات بعد الثورة وهو ما يزداد يوماً بعد يوم وتظهر أعراض مخيفة بشأنها قد تثير الشك فتتمثل في إدمان المظاهرات لكل مجموعة من الشباب ينتمون، إما لجماعات مختلفة من أسماء ما أنزل الله بها من سلطان منها شباب ثورة يناير، وأخرى ثوار أحرار ومنها الألتراس وغيرهم بمختلف الأفكار السوية والمريضة وأصبح سلوك الشباب العنيف فيروس انتشر بين الشباب الذين يدعون بأنهم ثوار، وهذا المسمى لا أجد له أى معنى الآن ومن ثم تطورت أفكار هؤلاء الشباب من أفكار بناءة مع بداية الثورة وبعد استكمالها فى 30 يونية كان الهدف هو بناء مصر حديثة بلا استبداد وعيش حرية وعدالة اجتماعية ولكن بعد دخول جماعات الإسلام السياسى والانقضاض على ثورة 25 يناير ثم وصول الإخوان الإرهابيين للحكم بدأ سلوك بعض الشباب يتغير بعدم احترام القانون. كل ما يحدث الآن من أعمال إرهابية غالباً ما يكون من شباب الجماعات التى تنتمى للإخوان الإرهابيين أو الجهاد التكفيريين أو شباب مسجل خطر أو من الشباب المصاب بعدوى السلوك المنحرف وهو يبيع نفسه من أجل حفنة جنيهات أو دولارات مما تمدهم بها قيادات الإرهاب من الداخل ومن الخارج، كل هذه المصادر التمويلية يجب محاربتها بكل قوة وحسم، أما هؤلاء المنحرفون من الشباب سواء ممن ينتمون لجماعات إرهابية أو من المرتزقة، فيجب الحساب الرادع والسريع ولا تهاون مع هؤلاء أبداً، وعلى كل قوات الأمن أن تتعامل معهم بكل قوة، ممن يحمل سلاحاً وبمجرد محاولته التعدى على الأمن يطلق عليه النار فوراً ولا مجال للانتظار فإن لم يتعامل رجال الشرطة والجيش بكل قوة مع هؤلاء ستستمر الحالة باستشهاد العشرات من الجيش والشرطة والمواطنين كل يوم، أى أن العدوى للسلوك الإجرامى ستزيد وتصبح وباء بالمجتمع والعياذ بالله، كما أن هذه العدوى السلوكية التى أصابت طلبة الجامعات ومظاهرات كل يوم جمعة هذه ستصبح أيضاً وباء ينتشر بمصر، وقد يصعب علاجها فيما بعد، لذا يجب فوراً التصدى بكل قوة لهؤلاء المجرمين وفصل الطالب المشترك بهذه المظاهرات فصلاً نهائياً من كل المنشآت التعليمية بمصر فإذا أراد استكمال تعليمه عليه أن يتعلم خارج مصر بقطر أو تركيا لكى يزداد مرضه سوءاً حتى يقضى عليه. ربان رضا خطاب رئيس لجنة الوفد بمدينة العبور