تراودني فكرة.. بل إنها تلح على مخيلتي ليل نهار وهي.. لماذا لا يكون لدينا بنك للأفكار.. على غرار بنك الدم.. وكما أن بنك الدم يساهم فيه كل صحيح وقادر من أبناء الشعب المصري.. وتتم حملات توعية لذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة لتشجيع الشباب والناس عموماً على التبرع بالدماء لبنك الدم ليكون ذلك علاجاً مهماً وناجعاً في حالات الضرورة، وما أكثر حالات الضرورة في هذه الأيام التي يتساقط فيها الكثيرون جرحى ويحتاجون لنقل الدماء إليهم لاسترداد ما فقد منهم، ولكي يتم إنقاذهم وإعادتهم لما كانوا عليه أفراداً صالحين في المجتمع. الفكرة تقوم على إنشاء ما يسمى ب «بنك الأفكار» يتم الدعوة له عبر وسائل الإعلام المختلفة لتحفيز الشباب والجميع على إرسال أفكارهم الخلاقة لإيداعها هذا البنك للاستفادة منها في شتى فروع العمل والعلم والمعرفة وكافة وسائل الحياة.. من صناعة إلى زراعة إلى تجارة إلى سياحة.. إلى استثمار.. إلخ.. إلخ. وتقول لي كيف يتم ذلك؟.. أجيبك بأن تتولى جهة ما الاقتراح، وأقترح أن نبدأ بحزب عريق وأصيل كحزب الوفد.. يعلن أنه أسس بنكاً للأفكار لتلقي أفكار المصريين في شتى فروع المعرفة والحياة، ثم تتكون لجنة من داخل الحزب تكون مهمتها تلقي هذه الأفكار ومراجعتها وتقييمها وإيداع الصالح والمبدع منها في بنك الأفكار وهذه اللجنة تجتمع كل فترات قصيرة.. حسب حجم وكثافة الأفكار الواردة ويكون عملها تطوعياً.. وهذه الأفكار تأتي عبر كل وسائل الاتصال القديمة والحديثة ويتم حصرها ومراجعتها كما سبق وأشرت.. ثم إن هذه الأفكار يتم تصنيفها حسبما جاءت من أجله ويتم تشكيل هذه اللجنة من أساتذة محايدين من أعضاء الحزب العريق متخصصين في شتى فروع العلم والمعرفة والتخصصات المختلفة وما أكثرهم داخل حزب الوفد.. ثم بعد جدولة هذه الأفكار وتصنيفها وفرزها إلى التخصصات المختلفة والميادين المتنوعة.. يتم طبعها وإرسالها إلى الجهات المختصة التي يمكن أن تستفيد منها.. مثل الوزارات المعنية والهيئات والمصالح والبنوك وغيرها من وسائل الحياة.. وأعتقد أنه إذا تم الاهتمام الحقيقي بهذه الفكرة.. وتم تقنينها وتنفيذها بإخلاص وجدارة يمكن أن تستفيد منها قطاعات كبيرة في المجتمع.. وبالطبع فإن صاحب الفكرة عليه أن يكتب اسمه عليها حتى إذا ما أخذت بها وزارة ما.. أو قطاع معين.. فعليها أن تكافئه ولو معنوياً، كما تكافئ الدولة المتبرعين لبنك الدم معنوياً، وأيضاً مادياً بقدر يكون له تأثير إيجابي على صاحب الفكرة الخلاقة، كم من أشخاص بيننا، خاصة من الشباب لديه من الأفكار البراقة والحديثة التي تتواءم مع مجريات العصر الذي نعيشه ولا يعرف كيف يعرضها على المسئول الذي يتولى ترجمتها إلى واقع والاستفادة بها في العمل والإنتاج المستمر داخل الجهة التي يتولاها.. ولا ننسى أن فكرة الشباب المسماة «تمرد» في التوقيع على استمارات لسحب الثقة من مرسي وحكومته أسقطت دولة الطغاة الذين كانوا يخططون لحكم مصر لسنوات طويلة. أقول هذا لأننا ما زلنا للأسف نعيش بأفكار عتيدة، عفى عليها الزمن ولم تعد تصلح لعصر وصل فيه الإنسان المتحضر إلى آفاق لم يكن أبداً يتخيلها من نعيش على أفكارهم إلى الآن والإنتاج.. إننا نريد لبلدنا أن ينهض من كبوته وأن يلحق بالسرب ليكون مثل دول كثيرة نامية كانت مثلنا أو أقل ولكنها بالعمل المثمر وبالأفكار النيرة والحديثة والعملية وصلت إلى ما وصلت إليه وأصبحت لها على موازين الدول المتحضرة التي سبقتها وضعاً لا يستهان به. هذه الدول في جنوب شرق آسيا وغيرها من بلدان العالم الحديث المتحضر من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها لا يمكن أن تكون قد وصلت إلى ما وصلت إليه في غضون سنوات ليست بالكثيرة إلا بأفكار شابة وحديثة عملت بها فأوصلتها إلى ما هو عليه الآن.. أقول هذا ولدي أمل كبير في أن تحظى هذه الفكرة باهتمام المسئولين والمحبين لهذا الوطن أيا كانت مواقعهم.. والله الموفق.