كلنا بنحلم باسترداد أموال مصر المنهوبة وكلنا بنحلم بمحاسبة ومحاكمة الفاسدين الذين أفسدوا الحياة السياسية والاقتصادية لكن يجب ألا يأخذنا هذا الحلم الجميل عن الواقع الذى نعيشه الآن، فمصر تحتاج منا إلى العقول المفكرة المستنيرة لوضع خارطة طريق سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة للعبور بمصر وشعبها من المختنق الذى أوصلتنا إليه الجماعات المتطرفة والبلطجية والتركيز الإعلامى المكثف على السلبيات بالرغم من وجود إيجابيات رائعة يقوم بها أبناء مصر الحالمون بتغيير الواقع المصرى إلى الأفضل ليس فقط بالعودة إلى الماضى عندما كنا نسأل الطفل عما يريد أن يكون فى المستقبل فكان يقول طبيبا مهندسا ضابطا وتغيرت الأجيال وجاء العصر الذى يتمنى فيه الطفل أن يصبح فنانا أو لاعب كرة وبدون انتقاص من قدر هذه الفئات وأهميتها إلا أن المجتمع المتقدم الذى نحلم به لا يقوم على هذه الركائز الترفيهية فلابد أن يكون للعلم والعلماء مكانة كبيرة فى مصر المستقبل ونحلم أن يكون أطفال الغد من جيل ثورة 25 يناير فمن يتمنون أن يصبحوا علماء أو مبتكرين لأن العلم والاختراع ليسا غريبين على الشعب المصرى، فمنذ الفراعنة قام المصريون بتصدير العلم والنور إلى العالم كله حتى إن علماء العالم يعجزون حتى اليوم عن فهم بعض المعجزات العلمية للفراعنة سواء فى الطب «التحنيط» أو العمارة فى «الأهرامات» ومما يدعو للتفاؤل إنشاء هذا الكم الكبير من جمعيات المجتمع المدنى التى تسعى لتغيير الواقع المصرى مثل جمعية «بنك الأفكار الجديدة» الأولى من نوعها عالميا والتى أسسها أحد المخترعين المصريين الشبان خالد زغلول والذى صدر له كتاب فى 2008 يتضمن بعض الأفكار منها المطالبة بأن تكون الانتخابات بالبطاقة الشخصية وانتخاب المحافظين وكلها أفكار يتم تنفيذها الآن، وقد وصل للبنك حتى الآن 15 آلف فكرة وسيتم نشر أول كتاب للأفكار فى 30/6/2011 يتضمن تصنيفا للأفكار اجتماعية وسياسية واقتصادية سواء صناعية أو زراعية وسوف يتم توزيع هذا الكتاب على كل الوزراء ورجال الأعمال لمعرفة ما يمكن تطبيقه منها بعد الاطلاع على أفكار أبناء مصر لتطوير بلدهم. وسيستمر نشر هذا الكتاب كل ستة أشهر بالأفكار الجديدة.. فهل سيكون هذا البنك الجديد للأفكار هو نافذة الأمل الكبيرة لوضع حلول ومعالجات جديدة لمشكلات مصر.