نشرت أمس الرد الذي أرسله إلي الدكتور عبدالعزيز شتا رئيس قطاع استصلاح الأراضي بوزارة الزراعة، والذي وصفني فيه بالجهل، ولأنني أؤمن بحرية الرأي والتعبير لم أحذف كلمة واحدة من الرد حتي الكلمات التي تطاول بها علي ووصفني فيها بالجهل وكانت عنواناً للمقال.. والذي لا يعرفه الدكتور المسئول عن أخطر قطاع بالدولة أنني لن أتطاول عليه كما فعل ولكن أمثاله ممن يفعلون ذلك، يجب أن يجتثوا من الجذور رأفة ورحمة بهذا البلد الذي صبر كثيراً علي أمثال هؤلاء.. وبدلاً من أن يقوم هذا المسئول الحكومي المهم بمناقشة أخطر قضية تواجه مصر الآن وهي رغيف الخبز راح يضرب بلهجة أولاد البلد «كرسي في الكلوب»، لتضيع القضية كما فعل أمثاله ممن خربوا مصر طوال 60 عاماً!!. الدكتور الحكومي يستنكر أن مصر كانت في عهود سابقة مطمعاً لجيوش العالم ليأكلوا من خيراتها، وأنا أعذره لأنه يبدو أنه لا يعرف شيئاً في التاريخ، ولن أنعته بأنه جاهل لا قدر الله لكن التاريخ أكد لنا أن الإسكندر المقدوني غزا مصر بجيوشه بهدف إطعام جيشه من خيرات مصر التي كانت حينئذ.. أما الكلام الإنشائي الذي قاله الدكتور شتا ولا علاقة له بأصل مشكلة الاكتفاء الذاتي من القمح، بأن تجربة مصر في القمح تفوق أي دولة، فهذا كلام لا ينطق به إلا الخائبون والذي يجب أن يقال هوأن أمثال هؤلاء المسئولين الحكوميين هم رواد في الخيبة ولا غير!! ومن المثير للدهشة والنكات ما ورد في الرد، أن رئيس قطاع استصلاح الأراضي يقول إن هناك محدودية في الأرض الصالحة لزراعة القمح، وأن هناك منافسة بين زراعة القمح والبرسيم.. هل يليق أن يردد مسئول زراعي هذا الكلام الفارغ فيا رئيس استصلاح الأراضي بوزارة الزراعة، ليس هناك محدودية في الأرض التي تنفع لزراعة القمح، إنما الحقيقة المرة هي أن هناك محدودية في الفهم والإدراك وتبني المسئولية.. فأمثال هؤلاء لا يمكن أن تزداد في عهدهم نسبة الأراضي المستصلحة طالما أنهم يشعرون بأنهم موظفون كبار ولا تعنيهم مصلحة البلد من قريب أو بعيد!! الأغرب في رد رئيس قطاع استصلاح الأراضي، أنه يستنكر أن أنعت مشروعاً رائداً يعتزم القيام به رجال وطنيون بأنه مشروع قومي، للاكتفاء الذاتي من القمح، فهل هناك أهم من هذاالمشروع ليكون قومياً يلتف حوله الجميع من أجل توفير رغيف خبز مصري مائة في المائة؟!.. أما عملية الاستنكار من أن مصر تتسول القمح من الخارج، فلا أعرف ما الذي يؤلمه من هذا التعبير، رغم أنه حقيقة مرة.. نعم نحن نتسول استيراد القمح من الخارج، فأمريكا وسماسرتها الذين يوردون لنا القمح، يقرفوننا في عيشتنا مقابل هذا القمح.. ومن ثم بات القرار المصري في كل شيء يعمل ألف حساب مقابل توفير الكميات الناقصة عندنا من القمح؟!.. أم أن مسئول وزارة الزراعة لا يعيش بينا ويحيا في برج عاجي؟!! أما الاستراتيجية الحكومية التي يتحدث عنها علي الورق فقط، سمعنا عنها كثيراً ولم يهتم بها أي مسئول حالياً ولا سابقاً.. أصبحنا نتحدث فقط دون تنفيذ أي عمل لهذا البلد.. ياسيادة الدكتور هناك حلول كثيرة لأزمة القمح غير المشروع الذي رفضته وزارة الزراعة، وسوف أطرح في الأيام القادمة عدداً منها لتوفير القمح والاكتفاء الذاتي منها، وسيحكم أبناء الوطن بيني وبينك من فينا الذي يستحق أن يوصف بالجهل.. وللحديث بقية.