أكد أمين عام المجلس العربى للطفولة والتنمية الدكتور حسن البيلاوى، أن الأبحاث التى رصدت حالة الأطفال، وحللت النماذج أظهرت حاجة الطفل لتفعيل حق الحماية المجتمعية والوصول لمنهج حقوقى متكامل، وأظهرت المفهوم الحقيقى للحماية وأنها ليست حقا فقط وإنما يجب أن تصير سياسات تقر مبدأ العدل الاجتماعى لكى ينعم الطفل بهذه الحقوق. وقال الأمين العام للمجلس العربى للطفولة -أثناء افتتاح اجتماع خبراء الإعلام اليوم –السبت- لمناقشة إعداد دليل استرشادى للمعايير المهنية والأخلاقية لمعالجة قضايا حقوق الطفل- إن حق مشاركة الطفل المجتمعية وقدرته على التعبير والنقاش واحترام الذات وتعزيز مفهوم المصالح المتبادلة وتنمية ما يملكه من مهارات حياتية وتطبيقها عامل مهم لتنشئة الطفل تنشئة سليمة. وأضاف أن المجلس عمل لمدة طويلة مع الإعلاميين العرب إيمانا منه بدور الإعلام فى المجتمعات وأن الإعلام فى المجتمعات العربية يجب أن يلعب دورا تنمويا، وأن مصر تعد نموذجا لعينة بحثية جيدة لمتوسط جودة المعايير النسبية للتنمية لرصد حقوق الطفل فى الدراسات فى المجتمعات المحيطة نظرا لكونها فى قلب العالم العربى وتربط الشرق بالغرب، ما اتضح خلال التقرير الذى ساهم المجلس فى اعداده مع الأممالمتحدة عام 2010 /2011. وأوضح أنه لا يمكن الحديث عن التنمية دون الحديث عن الطفولة والإعلام، وأن اللجنة الاستشارية التى أعدت الدليل الاسترشادى عملت بهذا المبدأ من أجل تحقيق نموذج متكامل للتنشئة، وأجرى فريق البحث دراسته فى 6 دول عربية على 12 قناة و12 صحيفة للخروج بهذا الدليل الاسترشادي، كما أعد المجلس فيلم تسجيليا لحقوق الطفل فى الاعلام فى ثمان دول، بالإضافة إلى قيامه ببلورة الأفكار ودمج الطفل المعاق فى هذا النسق للوصول إلى إطار متكامل لتحرير الطفل ودعم حقوقه. ولفت إلى أن جناحى العملية التنموية فى مشروع المجلس العربى هما المرصد الإعلامى لحقوق الطفل العربى والعمل على تغيير السياسات فى بعض الدول العربية، مؤكدا أن السياسات فى الوطن العربى ليست مستندة على رؤى وقوانين وتطبق بدون خطط إستراتيجية فاعلة. وعرض الأمين العام الإطار الفكرى للمشروع الذى يضم عناصر أساسية هى إجراء دراسة حول الواقع الإعلامي، وإعداد مبادئ ومعايير حول كيفية تحويل الواقع الحالى إلى واقع مساند للطفل، وكيفية توجيه الإعلام لتغيير السياسات لإنشاء المرصد بشكل فاعل. بدوره، قال نائب رئيس مجلس أمناء المجلس العربى للطفولة والتنمية الدكتور نبيل صموئيل، إن العالم العربى يواجه مشكلة إعلامية كبيرة وهى محاولة فرض الإعلام الموجه توجهاته على المواطن من أجل تحقيق مصالح شخصية ويظهر ذلك بوضوح فى برامج "التوك شو"، موضحا أن المناهج فى كليات الإعلام لم تهيئ الإعلاميين لمواجهة التحديات الجديدة التى يواجهها العالم العربى الآن. وفى السياق ذاته، قال أمين عام جائزة برنامج الخليج العربى الإنمائى "أجفند" عبداللطيف الضويحي، أن أطفال العالم العربى ليست لديهم طفولة بكل ما تحمله الكلمة من حقوق وواجبات تجاه المجتمع، منتقدا تعامل الإعلام مع قضايا الطفل، ولغة الإعلاميين المستخدمة فى الحوار خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى والتى يتأثر بها الطفل مثل الكبير. وأوضحت منسقة وحدة إعلام الطفولة بالمجلس ومنسقة مشروع المرصد الإعلامى لحقوق الطفل العربى ومراحل تنفيذه إيمان بهى الدين، إن مشروع المرصد الإعلامى يستهدف إجراء عمليات الرصد والمتابعة لقضايا حقوق الطفل فى الإعلام وتحليلها إدراكا لأهمية الدور الذى تلعبه وسائل الإعلام، والحاجة إلى قيام إعلام مساند لحقوق الأطفال فى العالم العربي، وبناء توجهات فكرية مساندة لحق الطفل العربي. وأكدت أن الدراسة التى أجريت على 6 دول هى مصر وتونس الجزائر ولبنان والعراق والسعودية، عبر متابعة 12 جريدة و12 قناة تلفزيونية، وحوالى 300 حلقة ومجموعة كبيرة من الأطفال من الدول الست، أظهرت أن أغلب حالات انتهاك حقوق الأطفال التى يطرحها الإعلاميون سببها محاولة تحقيق السبق الإعلامي. وأكد أستاذ الرأى العام بكلية الإعلام بجامعة القاهرة والباحث الرئيسى للمشروع الدكتور عادل عبدالغفار، أن المشروع يهدف لإعداد دليل استرشادى بالمعايير المهنية والأخلاقية لمعالجة الإعلام لقضايا حقوق الطفل، وإعداد مقياس مؤشرات لتقييم درجة التزام وسائل الإعلام بعناصر الدليل الاسترشادى الخاص بالمعايير المهنية والأخلاقية لمعالجة الإعلام لقضايا حقوق الطفل. وأوضح أن الفئات المستهدفة من المرصد هي، الصحفيون ومعدو ومقدمو البرامج الإذاعية والتلفزيونية، ووسائل الإعلام الإلكترونية والمدونات المعنية بقضايا الطفولة، ومديرو الصفحات الشهيرة على مواقع التواصل الاجتماعى التى تهتم بحقوق الطفل. شارك فى الاجتماع الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميد كلية إعلام الجامعة الكندية، والدكتورة ليلى كرم الدين رئيس لجنة قطاع الطفولة بالمجلس الأعلى للجامعات، وهادى دياب رئيس قسم الأسرة والمرأة والطفولة بجامعة الدول العربية، والدكتور صلاح الخراشى الأستاذ بجامعة الإسكندرية والخبير التربوى، والدكتور محمود نسيم أستاذ فلسفة الفن، وفاطمة المعدول رئيس قسم الثقافة فى المركز القومى المصري، وخولة مطر مديرة مركز الإعلام بمكتب الأممالمتحدة فى القاهرة، وعبد الطيف محمود أستاذ بجامعة حلوان، وإميل أمين كاتب صحفي، وعمرو عبد الحميد الباحث فى مجال حقوق الإنسان.