شن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع هجوماً عنيفاً على حزب الله، وحمله مسؤولية جميع الأزمات السياسية والأمنية التى يعانى منها لبنان، واتهمه بتهجير السوريين إلى لبنان من مشاركته فى الحرب السورية إلى جانب النظام. وحذر جعجع، فى كلمة له، خلال احتفال قوى 14 آذار بالذكرى السنوية التاسعة لانطلاقتها من خلال كلمة عبر الشاشة لدواعٍ أمنية، من انعكاسات تدخل حزب الله فى سوريا فى جلب المجموعات التكفيرية إلى الداخل اللبنانى. وشدد جعجع على عدم الاعتراف بأى مقاومة وبأى سلاح للمقاومة خارج إطار الدولة، معتبراً أن حزب الله يسعى لأن تكون الدولة جزءاً منه وهو ما ستواجهه قوى 14 آذار بكل قواها. واتهم حزب الله وحلفاءه بإقفال النقاش حول البيان الوزارى للحكومة لرفضه النقاش حول سلاحه لأنه لا يقيم أى اعتبار للدولة ويريد الدولة مسخرة لخدمته ويحتكر قراريها السياسى والعسكرى. واعتبر أن الخلاف على البيان الوزارى للحكومة انعكاس طبيعى للتناقض بين مشروعين أحدهما يسعى إلى سيادة الدولة والآخر إلى نزع قرارها منها. وأوضح جعجع أن مشكلته مع الحكومة الحالية كونها تضم فئات متعارضة فى طبيعتها مع من يؤيد مشروع الدولة ومن يعارض هذا المشروع ولهذا السبب كانت معارضته المشاركة فيها. ولفت جعجع إلى أن التباين داخل فريق 14 آذار يعود إلى المشاركة فى الحكومة وهى المشاركة التى توفر الغطاء السياسى لحزب الله وارتكاباته وهو ما يرفضه حزبه. ومن ناحيته شدد القيادى فى حزب الكتائب اللبنانية النائب سامى الجميل على التمسك بإعلان بعبدا بوصفه أهم سلاح سياسى فى يد قوى 14 آذار للدفاع عن لبنان أمام المجتمع الدولي.. مؤكداً أن 14 آذار تتمسك بكلمة واحدة فى البيان الوزارى هى الدولة، وهى الكلمة التى يرفضها حزب الله. ووصف الجميل، فى كلمته خلال احتفال قوى 14 آذار، معادلة الشعب والجيش والمقاومة بالمشؤومة، معتبراً أنها تعطى سلاح حزب الله شرعية مستقلة عن الدولة. وقال إن المشكلة مع حزب الله كونه يرفض الممارسات الديموقراطية ويمارس الخروج على الدستور والقوانين. وأكد حرص 14 آذار على السلم الأهلى وعلى عدم اللجوء إلى الأساليب التى يلجأ إليها الفريق الآخر، داعياً إلى عدم الاستسلام أو اللجوء إلى الحرب الأهلية والى خوض جميع المعارك المتاحة تحت سقف المؤسسات لتحقيق مصلحة اللبنانيين. وأكد الجميل التمسك بمبادئ 14 آذار فى مقاومة الاحتلال والسلاح والاغتيالات، معترفاً بأن جمهور 14 آذار أصيب بخيبات أمل لأنه لم ينتصر لكنه يدرك أن المعركة غير متكافئة، ومن جهته اعتبر منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار فارس سعيد أن انتفاضة 14 آذار أطلقت انتفاضة العرب وإشارة زوال النظام السورى. ولفت إلى أن اللبنانيين ينظرون بعين القلق على وحدتهم ويسألون عما إذا كانت قوى 14 آذار لا تزال موحدة أم أن المقاربات السياسية هزت أركانها، مؤكداً أن هذه القوى إما أن تنتصر جميعاً أو تسقط بجميع مكوناتها. وأوضح أن التباين فى الرأى من طبيعة الديموقراطية وقوى 14 آذار قوية بأحزابها وبجمهورها واتحادها فى وجه السلاح غير الشرعى وفى وجه من يضع الشروط على بيان الحكومة الوزارى. ودعا سعيد إلى انتخاب رئيس جديد يلتزم بالدستور وباتفاق الطائف وبالمصلحة العربية وبدعم الشعوب العربية المنتفضة ضد الاستبداد. وشدد على أن الدولة وحدها التى ترفع الخوف والقلق عن جميع الطوائف، لافتاً إلى أن لبنان والعالم العربى فى لحظة تتقرر فيها المصائر، ولا يجوز معها التخلى عن مبادئ ومسيرة 14 آذار.