قال المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية "أحمد المسلمانى" إن اللقاء اليوم مع نخبة من خريجى جامعة هارفارد هدفه الاستماع لوجهات النظر فى الاقتصاد والسياسة والمشهد الراهن فى مصر، وأن يكون أمام صانع القرار خريطة واضحة بالقوة الحقيقية للمجتمع المصرى من باحثين وعلماء ومحللين تلقوا تعليمًا عاليًا". أضاف المسلمانى - خلال اللقاء مع نخبة من خريجى جامعة هارفارد المصريين - التقيت العديد من القوى السياسية بتكليف من الرئيس عدلى منصور.. ونحتاج إلى الكفاءات ليكونوا معنا الآن وفى المستقبل لحل المعضلات التى تواجه مصر، لافتًا إلى أن العالم كله يواجه أزمة اقتصادية وهبوط معدلات النمو الاقتصادي، بالإضافة إلى أن دول مستقرة دخلت فى أزمات اقتصادية منها اليونان وإيطاليا وأسبانيا". وأشار إلى أن الربيع العربى رفع الطلب على الحرية وأيضًا رفع الطلب على البنك وصندوق النقد الدوليين لدعم بلدان الربيع. ومن جانبه، قال هشام الخازندار العضو المنتدب لشركة القلعة للاستشارات والعضو المنتدب لمجموعة سيتاديل كابيتال، وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للأوراق المالية إن مصر بها مميزات تحلم بها الدول الأخرى من حجم وتعداد سكان وموقع وموارد طبيعية، ولكن هناك دولًا ليس بها هذه المميزات حققت قفزات كبيرة وخلقت فرص عمل وتحقيق رخاء لسكانها، ومنها النمور الآسيوية والبرازيل والهند والمكسيك والصين التى انتقلت من متوسط دخل محدود إلى متوسط أو عال". وأضاف أن التحدى هو خلق المناخ ووضع السياسات لتمكين المصريين من تحقيق هذه القفزة، موضحًا أن الاستقرار مطلوب وأيضًا وضع سياسات الاقتصادية تكون فيه الدول رقيب ومستثمر فى التعليم والصحة والبنية الأساسية مع إعطاء الفرصة للقطاع الخاص لبناء المؤسسات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن مصر تنتقل إلى فترة بناء حقيقى يتيح للمصريين تحقيق تطلعاتهم. ومن جهته، قال باسل الباز إن مصر تحتاج إلى اتخاذ قرارات لأنه للأسف فى السنوات الماضية لم يتحقق تطوير للهيكل التنظيمى للبلاد، منوهًا بأن ثورتى 25 يناير و30 يونيو اأطونا فرصة لتحسين معيشة المواطن المصرى والنظر للمستقبل ومنافسة الدول الأخرى بالنظر لمقومات مصر من موقع وسياحة وقناة السويس وغيرها، داعيًا إلى تغيير الطريقة التى يتم بها إنتاج الكهرباء فى مصر". وقال القانونى أحمد أبو على إنه يتعين تبنى قبول المواطن المصرى لتطبيق القانون من أجل إعادة تنظيم المجتمع وإنجاح السياسات المطبقة، وأيضًا ضرورة إيصال أفكارنا ومطالبنا للإعلام والعالم الخارجي، ولا سيما أننا نحتاج توفير 800 ألف فرصة عمل سنوية من خلال رفع معدل الادخار إلى 25% وجذب الاستثمارات الأجنبية والعربية، داعيًا إلى وضع رؤية خاصة بمصر حتى عام 2050 فى مختلف المجالات من تعليم وصحة وغيرها". أما المعمارى ياسر شريف فقال إنه لابد من الاعتراف بأن البلاد تعانى من مأزق تنموى وتدهور الموارد من مياه وطاقة وغذاء وأزمة نتيجة المرور بمرحلة تاريخية. ونحتاج إلى متنفس داخل مصر نفسها من خلال إعادة توزيع السكان على خريطة مصر لتحقيق التوازن بين البشر والأرض. وحذر من أن الإغراق فى التركيز على حل مشاكل القاهرة فقط، يدخل البلاد فى دائرة مفرغة، لافتًا إلى مصر فى مرحلة تحول تحتاج إلى قيادة. وقال المستشار القانونى محمد غنام إنه يتعين التركيز على المستثمر المصرى الوطنى والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى الاستفادة من الأموال الطائلة فى البنوك المصرية لتضخ فى المشروعات الإنتاجية بعيدًا عن معوقات الجهاز الإدارى مع خلق نوع من التوازن بين التشريعات. وركز منصور قلادة، مسئول الاستثمار فى البنك الأهلى على مشروعى محور قناة السويس ومحور الوادى الجديد الذى قدمه العالم الكبير فاروق الباز، لخلق مناطق جديدة.. مشددًا على ضرورة جذب متخذى القرارات ودعمهم سياسيًا لإعطاء الثقة فى تنفيذ هذه القرارات وضمان الاستمرارية بعد الانطلاق. وأشار الخبير السياحى محمد كامل إلى أهمية أن تعيش الرؤية أكثر من الحكومات والوزارات والرؤساء، بالإضافة إلى التواصل مع الناس لشرح هذه الرؤية، لافتًا إلى أهمية حماية متخذ القرار فى الفترة الراهنة، فيما طالب شريف عبد النور بمواجهة الشعب بوضوح بخصوص الوضع الحالى ووضع رؤية واضحة وقابلة للتنفيذ تترجم إلى سياسات وقرارات جريئة فى الملفات الحساسة دون النظر إلى الحساسيات السياسية. أما السفير هانى صلاح المتحدث باسم مجلس الوزراء فقال إنه يتعين على أن نزرع فى المواطن أنه جزء من هذا الوطن، مؤكدًا أن الحكومة لن تنجح بدونه.. ومن هنا تأتى أهمية قيمة العمل لمواجهة التحديات الراهنة. وقالت منة الله جعفر خبيرة إدارة الأعمال إنه من الصعب أن نطلب من مواطن لا يحيا حياة كريمة أن يعطى شيئًا، لافتة إلى ضرورة ترسيخ حكم القانون والنظام، وأيضًا ضرورة ترشيد دعم الطاقة، بالإضافة إلى ضرورة إصلاح التعليم كأساس لإخراج جيل جيد". ومن جانبه، قال دكتور أحمد فهيم أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة إنه من الضرورى إيجاد مشروع أو مشاريع قومية يلتف حولها الجميع مع حسن التخطيط له، ضاربًا المثال بمحور قناة السويس ومحور التنمية ومشروع بناء المليون وحدة سكنية، داعيًا إلى التنسيق فيما بين هذه المشروعات. وأشار أحمد أبو السعود، أستاذ الهندسة فى جامعة القاهرة، إلى فشل نظام التعليم فى المدرسة والجامعة لدرجة قد تعوق عملية التنمية، لافتًا إلى تدهور الديمقراطية واستمرار الفساد. يذكر أن لقاء المسلمانى بخريجى جامعة هارفارد المصريين يعد هو الأول من نوعه، فيما تحتل جامعة هارفارد الأمريكية المرتبة الأولى فى تصنيف الجامعات على مستوى العالم.