يعقد مجلس جامعة الدول العربية يوم الأحد القادم اجتماعًا على مستوى وزراء الخارجية العرب فى دورته الحادية والأربعين للتحضير للقمة العربية المرتقبة فى دولة الكويت يومى 25 و26 من مارس الجاري. يأتى ذلك فى ظل تأجج الموقف العربى خاصة بعد سحب دول الخليج لسفرائها من قطر، بالإضافة إلى أنها تعتبر القمة الأولى التى سيشارك بها المستشار عدلى منصور . بوابة الوفد استطلعت أراء الخبراء الدبلوماسيين للتعرف على تأثير المواقف العربية الأخيرة على القمة و قرارتها ، حيث قال السفير يحى نجم – الدبلوماسى السابق و سفير مصر الأسبق فى فنزويلا – إن اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة سيشهد مواجهات ساخنة بين قطر وبين الدول التى سحبت سفرائها منها ( كالسعودية و الإمارات والبحرين) من جانب وبين قطر ومصر وسوريا من جانب آخر، و سيتم مناقشة تدخل قطر فى شئون بعض الدول العربية، مضيفًا أن ذلك يعد انتصارًا للربيع العربى على المستوى التقليدى بالرغم من حدوثه دولة تقليدية تتبع النظام الملكي، وأن هذا يعد اعتراف بشرعية الثورات العربية التى كانت تنتقضها دول الخليج مسبقًا. وأكد " نجم " على أن القرارت التى اتخذتها دول الخليج ضد قطر ستؤثر إيجابيًا على الثورة السورية، معتبرًا عزل قطر من القمة العربية سيضعف من جبهة المتطرفين ومن يؤيدوهم، وسيتضح أن إرهاب جماعة الإخوان وصمودها لهذه الفترة نابع من مساندة قطر لها، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون بمثابة إعادة بناء للنظام العربى من جديد لأنه فى العقدين الأخيرين شهدت الدول العربية الكثير من الأمور التى أدت إلى تفتت عضدها كحرب العراق وانقسام السودان، فانهار النظام العربي، وهذه بداية لبنائه من جديد. وفيما يخص حضور المستشار عدلى منصور قمة الدول العربية المقرر عقدها فى الكويت، قال " الدبلوماسى السابق" إنه يأمل أن يعبر المستشار عدلى منصور عن أزمة مصر، مكملًا أنه آن الآوان أن تعبر مصر عن غضبها وتوضح قوتها، مشيرًا إلى إمكانية عقد مصر لاتفاقيات تجارية وسياسية وأمنية بين الدول العربية، تعمل على فتح مجالات لعمالة مصرية جديدة، وفرصة لتحسين التعاون بين مصر وليبيا خصوصًا بعد ما تعرض له بعض المصريين من إرهاب فى ليبيا. وأوضح السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، ورئيس حزب المؤتمر، أنه من المفترض على جامعة الدول العربية أن تضع الموقف الأخير لدول الخليج بشأن قطر ضمن جدول الأعمال، وإدماج إليها بعض المجموعات التى تهدد الأمن والسلم العربى على مستوى القمة، مؤكدًا على أن هناك الكثير من الدول ستسلك نفس الطريق الذى اتخذته السعودية، حيث قامت موريتنيا، على إثر موقف السعودية، بحظر جماعة الإخوان واعتبارها جماعة إرهابية وسحب سفيرها من قطر. وأشار "العرابي" إلى احتمالية عدم ذهاب الأمير القطرى إلى القمة فى الكويت وإرسال مندوب عنه أو وزير خارجيته لحضور فعاليات القمة العربية، حتى لا يوضع فى موقف محرج أثناء مواجهة الدول العربية وانتقادها له، مضيفًا أن أبرز القضايا التى من الممكن طرحها فى القمة العربية هى الإرهاب، وتدخل بعض الدول فى شئون الأخرى، والقضية الفلسطينية. فيما عبر السفير الدكتور محمد إبراهيم شاكر رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية، عن أمله من خروج القمة العربية بنتائج إيجابية خلال انعقادها فى نهاية الشهر الجاري، معلنًا على أنه آن الأوان لتشاور الدول العربية بشأن تدخل قطر فى شئون الدول الأخرى، معتقدًا احتمالية تغيب قطر عن حضور القمة موضحًا أن ذلك ليس فى مصلحتها، ولابد أن تأتى وتتشاور مع الدول العربية وتدافع عن نفسها. وعن استفادة مصر من إبرام اتفاقيات أو معاهدات تجارية وسياسية. وذكر شاكر أن أهم ما يمكن أن يحققه للعرب من هذه القمة هو العمل العربى المشترك وقيامهم بتوزيع الأدوار بينهم ليصبحوا قوة واحدة لا يستطيع أحد من العالم الخارجى تفتيتها، مبينًا أن السبب الرئيسى وراء إنشاء الجامعة العربية هو العمل المشترك بين تلك الدول. كما أضاف رئيس المجلس المصرى للشئون الخارجية أن القضية الفلسطينية تعد أهم قضية لابد من مناقشتها فى مقدمة القمة العربية وفى إجماع عربى على ذلك، مشيرًا إلى أنه تم عمل محادثات بين الأمريكان و بين الإسرائيليين لابد للدول العربية من التعرف عليها والإحاطة بالمعلومات التى تم مناقشتها خلالها؛ موضحًا رجاءه من حدوث زخم عربى لحل تلك الأزمة.