"الوقوف صفًا واحدًا تجاه كل ما يهدف إلى زعزعة الثوابت والمساس بأمن الدولة واستقرارها".. تلك العبارة التى تسببت فى اتخاذ أكبر دول الخليج العربى المملكة العربية السعودية ودولة الإماراتالمتحدة ومملكة البحرين قرارا بسحب سفرائهم من قطر حفاظا على أمن دولهم وثوابتهم التى تقتضى عدم تدخل دولة فى شئون الأخرى. فاعتبرت دول الخليج أن الالتزام بالمبادئ تكفل عدم التدخل فى الشئون الداخلية لأى من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر، وعدم دعم كل من يعمل على تهديد أمن واستقرار دول المجلس من منظمات أو أفراد، سواء عن طريق العمل الأمنى المباشر أو عن طريق محاولة التأثير السياسي، وعدم دعم الإعلام المعادى، وهو ما جاء فى بيان مشترك لتبرير مواقفهم ضد قطر. وحرصًا على أمن الدولة المصرية واستقرارها، فإنها كانت الأحق باتخاذ موقف ضد الدولة التى تدخلت بشكل مباشر فى شئونها الداخلية من خلال تخصيص قناة "الجزيرة مباشر مصر" لإشعال الفتنة فى البلاد ومحاولة تفتيت المجتمع المصرى من خلال إذاعة أكاذيب وتزييف الحقائق ومحاربتها الدولة ومساندتها للجماعات الإرهابية، كل هذا يجعل الدولة المصرية أمام تساؤل يمس كرامتها وخاصة بعد أن اتخذت دول أقل تضررا منها قرارا حاسما تجاهها، وهو "متى تسحب مصر سفيرها من قطر؟". فهل ستنتظر مصر تدخلا قطريا أكثر مما كان، وهل ستبقى مصر على علاقاتها بالدولة التى وقفت ضدها فى حربها ضد الإرهاب؟ وهل ستظل مصر على علاقة بدولة قطر التى سمحت للشيخ يوسف القرضاوى بأن يعتلى أحد منابرها ليدعو على مصر بالخراب؟ الشيخ الذى وصف خير أجناد الأرض بأنهم مخربون فى الأرض ويسعون إلى هدم الدولة وأنهم شر على الدنيا. ويأتى موقف مصر من قطر بأنها لا زالت تدرس تطورات الأمور حتى تحدد احتمالية سحب سفيرها من تلك الدولة، حيث قال السفير بدر عبد العاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، إن السفير المصرى ليس موجود بالدوحة بل موجود بالقاهرة منذ ثلاث أسابيع فى أجازة مفتوحة. فى حين أشاد عبد العاطى بقرار دول الخليج بسحب سفرائها من قطر، موضحا أن تلك الخطوة تعكس بطبيعة الحال الاستياء الشديد من جانب دول الجوار من سياسات معينة والتدخل فى الشئون الداخلية للدول وهذا يعطى مؤشر اننا لم نتأخر على الاطلاق فى التعامل مع دولة عربية حينما تجاوزت فى حق مصر، وأن مصر بطبيعة الحال لا يمكن أن تتجاوز فى حقوقها وأنها تنسق فى هذا الشان مع أشقائها فى دول الخليج. هذا الموقف الذى وصفه البعض ب"الهزيل" من الجانب المصرى يفرض التساؤل "متى ستقف مصر تجاه ما يهدف إلى زعزعة الثوابت والمساس بأمن الدولة على نهج دول الخليج؟ أم أنها ستكتفى بالشجب والإشادة؟".
