ذكرت صحيفة /واشنطن بوست/ الأمريكية أن الولاياتالمتحدة وحلفاءها الأوروبيين يضيقون الخناق تدريجيا على روسيا بسبب أفعالها ومواقفها من الأحداث الأوكرانية .. كما اتفقوا على إرسال مساعدات مالية لأوكرانيا ومراقبين دوليين فضلا عن طائرات أمريكية الى المنطقة .. لافتة إلى أنهم أوشكوا على فرض عقوبات مباشرة ضد موسكو. وأضافت الصحيفة -فى تقرير بثته على موقعها الإلكترونى اليوم الخميس- أنه بمجرد الإبلاغ عن أى تحرك روسى بسيط على أراضى شبة جزيرة القرم، تنتاب الاجتماعات الدبلوماسية فى أوروبا حالة من الفوضى. ونوهت الصحيفة إلى أول اجتماع مباشر بين وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ونظيره الروسى سيرجى لافروف منذ تحول الاحتجاجات بشوارع العاصمة الأوكرانية إلى احتجاجات دموية فى شهر فبراير الماضى والتى بدورها أطاحت بالحكومة الأوكرانية الموالية لروسيا، فأشارت إلى أنه لم يتم إحراز أى تقدم فى هذا الاجتماع، ولكن اتفق فيه على استمرار المباحثات. ونسبت الصحيفة إلى كيرى قوله "لم نجر محادثات جادة. طرحنا عددا من الأفكار على الطاولة".. مشددا على الرفض الأمريكى للتحركات العسكرية الروسية فى شبه جزيرة القرم. وألمحت الصحيفة إلى أن لافروف لم يظهر فى اجتماع منفصل مع كيرى ووزير الخارجية البريطانى ويليام هيج ووزير الخارجية الأوكرانى أندريه ديشتشيتسا الذى سافرعلى متن الطائرة التى أقلت كيرى من كييف. وتابعت الصحيفة سرد الأحداث الجارية.. مشيرة إلى أنه عند سؤال لافروف فى مؤتمر صحفى عن الوزير الأوكرانى باعتباره جزءا من الحكومة التى وصفتها روسيا بأنها غير شرعية، كان رد لافروف "من هو؟". ونسبت الصحيفة إلى دبلوماسى فى حلف الناتو وصفه الجلسة التى عقدها الحلف بهذا الشأن بأنها كانت "متوترة" .. مشيرا إلى الاتهام الذى وجهه أعضاء الحلف واحد تلو الاخر لمندوب روسيا لدى الحلف الكسندر جروشكو حول انتهاك موسكو القانون الدولى فى شبه جزيرة القرم تحت عنوان إنهم يدافعون عن الأقلية الروسية كتبرير لموقفهم. وفى السياق ذاته، أضاف الدبلوماسي- الذى رفض الكشف عن هويته- "كان الاجتماع غير مريح إلى حد كبير". وذكرت الصحيفة أنه عند انتهاء الاجتماع، أعلن حلف الناتو عن تعليق تعاونه مع القوات المسلحة الروسية فى عدة جبهات متضمنة العملية البحرية المشتركة المخططة الأولى بين الناتو وروسيا لمرافقة السفينة /كيب راي/ الأمريكية التى ستدمر الأسلحة الكيميائية السورية. وأشارت الصحيفة إلى موافقة ممثلى الاتحاد الأوروبى المبدئية على إمداد أوكرانيا بحزمة مساعدات من القروض والمنح يصل إجماليها 15 مليار دولار على مدى السنوات القليلة المقبلة، بالإضافة إلى إعلان الولاياتالمتحدة الثلاثاء الماضى ضمانات قروض حجمها مليار دولار للمساعدة فى تقليل أثر خفض الدعم المقترح على الطاقة على المواطنين الأوكرانيين. وتابعت الصحيفة قولها: أنه من المقرر أن تتم الموافقة على حزمة المساعدات الاوروبية، المشروطة جزئيا بالإصلاحات فى الاقتصاد الأوكرانى المترنح، اليوم الخميس فى قمة الاتحاد الأوروبي. وقالت إن أوكرانيا قدرت الحجم الكلى للمساعدات الدولية التى يحتاجها الاقتصاد الأوكرانى ب 35 مليار دولار كقروض إنقاذ دولية خلال العامين المقبلين. ونوهت الصحيفة إلى إعلان الاتحاد الأوروبى صباح اليوم الخميس فرض عقوبات على 18 مسؤول أوكراني، بينهم مسؤولين سابقين، بتهمة اختلاس أموال الدولة. ونسبت الصحيفة إلى مسؤول بارز فى واشنطن إشارته إلى المباحثات التى تجرى داخل الإدارة الأمريكية حول ما إذا كان ينبغى على الولاياتالمتحدة فرض عقوبات من جانب واحد على المتورطين فى الفساد وأعمال العنف الأخيرة فى أوكرانيا سواء كانوا أوكرانيين أو روس..قائلا "نسعى للتنسيق مع الدول الأوروبية لنكون أكثر فعالية". ونقلت الصحيفة عن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية مارتن ديمبسى خلال جلسة استماع للجنة القوات المسلحة فى مجلس الشيوخ قوله إن نظيره الروسى فاليرى جيراسيموف أخبره أمس الأربعاء أن القوات المتمركزة فى القرم "ليست نظامية، إنما هم قوات مسلحة مدربة جيدا للرد على التهديدات التى يتعرض لها المتحدرين من أصول روسية فى شبه جزيرة القرم". وفى السياق ذاته، طرقت الصحيفة إلى إعلان منظمة الأمن والتعاون الأوروبي، فى اجتماع منفصل أمس الأربعاء، إرسال 35 مراقبا دوليا إلى أوكرانيا ينتمون إلى 18 دولة أوروبية بهدف " تبديد المخاوف حول الأنشطة العسكرية غير الاعتيادية". واختتمت الصحيفة تعليقها على الأحدات بالإشارة إلى تحذير الولاياتالمتحدة وحلفائها لروسيا بعدم نشر قواتها فى شرق أوكرانيا حيث يتمركز ذوو العرق الروسي، كما طالبوا روسيا بإعادة قواتها إلى قواعدها فى القرم حيت يتمركزون وفقا للاتفاقية الروسية-الأوكرانية والموافقة على إرسال مراقبين دوليين للتحقق من الوضع فى القرم وبدء مباحثات مع الحكومة الأوكرانية المؤقتة.