سئلت في عدد من القنوات التليفزيونية عن السبب في فشل الحكومات الخمس في أداء عملها وآخرها حكومة «الببلاوي» فكانت اجابتي واحدة ان غياب الشفافية هو السبب الأول في فشل كل الحكومات السابقة لأن الشفافية تعني المصارحة مع الشعب.. ووضعه في الصورة! ففي كل وزارة وفي يوم عملها الأول تنهال التصريحات الوردية من الوزراء وكلها تتحدث وكأن الوزير يمتلك «عصا» «موسي» التي يحل بها كل مشكلات المجتمع في غمضة عين.. بل ان السبب الأول وراء فشل محمد مرسي وعصابته كان وراءه الوعود الزائفة التي دغدغوا بها مشاعر الشعب عن ال200 مليار التي ستنهال علي مصر كالمطر بمجرد جلوس «مرسي» علي كرسي العرش وحتي عندما جلس علي العرش أطلق بكل «غشومية» وعدم تقدير عدة تصريحات ووعود وهي ما اصطلح علي تسميتها بوعد «المائة يوم» والتي كانت بمثابة حبل المشنقة الذي شنق به «مرسي» نفسه لأنه وعد بحل خمس مشاكل كالنظافة والعيش والمرور والطاقة وغيرها وهي مشاكل ظلت لأكثر من ستين عاماً بلا أي حل، اذن الشفافية والمصارحة هي طوق النجاة للحكومات، أما القول بجملة «بشروا.. ولا تنفروا» فهي لا تصلح في عمل الحكومات لأنها تعني أن يصنع المسئول من البحر «طحينة» للشعب.. أي يبيع لهم الوهم والنصب بعبارة أوضح اذن علي المهندس إبراهيم محلب أن يصارح الشعب وأن يشرح حقيقة الوضع الاقتصادي المتدهور الذي نعيش في ظله حتي يكون الشعب كما أقول دائماً في الصورة.. وهنا وعندما نقول للشعب شد الأحزمة.. سنجد منه كل استجابة.. اما أن نعيشه في الوهم.. فحتماً سيأتي اليوم الذي يقرصه الجوع ويخرج للشارع.. وهنا يكون فريسة سهلة لعصابة الشيطان المسماة بجماعة الإخوان، والتي لا تترك أي فرصة لحرق الوطن وتأليب الشعب.. واشعال الحرائق بين كافة طوائفه إلا وانتهزتها. فالشعب لا يريد المسئول الذي «يغني» عليهم ولكن يحتاج المسئول الذي «يبكيهم» علي حالهم حتي يدعوهم للمشاركة والتحمل كما يجب علي الحكومة الجديدة أن تتخلي عن سياسة «البزازة» التي اخترعها رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف والذي أسرف في تدليل كل الفئات حتي أفسد الكل.. وجعل العمال والأطباء والمدرسين يشعرون بأن «الإضراب هو الحل» للحصول علي حقوقهم المهدرة منذ سنوات وكأن لسان حالهم يقول من له حق ولم يحصل عليه الآن.. فلن يحصل عليه في أي وقت آخر.. وهي كارثة جعلت الشارع المصري يموج بالاضرابات والاعتصامات مما أدي ل«شل» حركة الاقتصاد واعطاء صورة سلبية عن حال البلد في الخارج حتي ان أصحاب رؤوس الأموال يشعرون بأن من المجنون الاستثمار في مصر في ظل هذه الحالة من السيولة والاضرابات فهل يمكن أن تتقدم الأمور وينهض الاقتصاد وتعود السياحة في ظل هذا المناخ الأسود. يا سيد «محلب» أعلن الحقائق لشعبك ولا تسرف في وعودك واجعل سياسة التقشف هي عنوان وزارتك فليس معقولاً أن نطالب الشعب بشد الأحزمة وهو يري الاهدار والاسراف سمة حكامنا.. الشفافية والمصارحة هي طريقك للنجاح حتي لو صدمت الشعب.. فمصارحة الطبيب للمريض بحقيقة مرضه هي الخطوة الأولي في سبيل العلاج.. مش كدة ولا إيه؟