قررت محكمة جنايات الإسكندرية تأجيل جلسة محاكمة قاتلى أطفال سيدى جابر إلى جلسة الغد للاستماع إلى شهادة الطبيب النفسى بمستشفى الأمراض العقلية الذى قام بمتابعة حالة المتهمين. كانت المحكمة قد تسلمت اليوم تقرير مستشفى الأمراض العقلية الخاص بالمتهمين "محمود حسن عبد النبي"، و"محمد سعد"، الذى أثبت أن المتهمين بكامل قواهما العقلية، وأن المتهم الأول خطر على حياة المواطنين. واستمعت المحكمة إلى باقى شهود الواقعة فى محاكمة 64 منتميًا لجماعة الإخوان الإرهابية، بإلقاء الأطفال من أعلى عقار بسيدى جابر، بعد أن استمعت إلى شهادة 15 من شهود الإثبات من بين 43 شاهدًا. كانت محكمة جنايات الإسكندرية قد تحولت إلى ثكنة عسكرية من رجال الأمن المركزى والمباحث، وتم إحاطة المحكمة بالأسلاك الشائكة ومنع دخول الصحفيين والإعلامين، ولم يُسمح لغير أهالى المجنى عليهم فقط للحضور، بالإضافة إلى "حسنى حافظ" النائب الوفدى الممثل لدائرة سيدى جابر. وواجه القاضى المتهمين فى بداية الجلسة، بالاتهامات الموجهة إليهم فى قرار الإحالة الذى تلاه المستشار محمد صلاح عبد المجيد، بجملة اتهامات هى القتل والإصابة والتجمهر، واستعراض القوة والبلطجة والإخلال بالسلم والأمن العام، وتعطيل مرافق الدولة وشل حركة المرور وإشاعة الفوضى فى البلاد، وترويع المواطنين المشاركين فى التظاهرات السلمية، إلا أن المتهمين جميعهم أنكروا واقعة اشتراكهم فى التظاهرات، منكرين الفيديوهات المصورة. كانت المحكمة قد استمعت إلى أقوال المصابين وليد شوقى وعمرو صلاح وخليل محمد، الذين أكدوا تعذيبهم على يد المتهمين وعلى رأسهم محمود حسن رمضان، وعبد الله الأحمدى، وإصابتهم وقتل زميلهم حمادة، مؤكدين أنهم كانوا يكبّرون أثناء الاعتداء عليهم بالسيوف والمطاوى، واستمعت المحكمة أيضًا إلى أقوال عبد الغنى نوار، ومحمود محمد، الجيران المواجهين للعقار الذى حدثت الواقعة عليه. وبكى أحد المصابين (وليد شوقى) أثناء الإدلاء بشهادته، وأكد للقاضى أن المتهمين قاموا بطعنه 124 طعنة وكل طعنة كانوا يكبرون "الله أكبر"، وكانوا يطلبون منه ترديد الشهادة وإعلان إسلامه رغم إنه مسلم. وأكد الشاهد "عمرو صلاح" أنه سمع استغاثة أحد الأطفال للمتهم الرئيسى فى القضية، محمود عبد النبى، والذى رفض تركه إلا بعد أن ألقاه من أعلى المبنى. وأجمع الشهود خلال شهادتهم، على مشاهدتهم للمتهم محمود حسن عبد النبى، وهو المتهم الرئيسى فى القضية، والذى شوهد يحمل علم تنظيم القاعدة، بقيامه ومعه آخران بتسلق العقار الذى شهد واقعة إلقاء الأطفال، وقيامه مع آخرين بإلقاء الأطفال بعد مطاردتهم من أعلى سطح خزان المياه، والذى أشار إلى أنه يرتفع عن السطح بمسافة كبيرة. وأثناء قيام الشهود بالإدلاء بأقوالهم قام المتهمون بالصياح وحاولوا البلبلة على كلام الشهود مما أدى إلى حدوث حالة غضب بين الشهود والمتهمين ومحاميهم، كما اعترض محامى المجنى عليه على حديث محامى المتهمين عند سؤالهم لقيامه بإرهابهم، بينما اعترض محامى المتهمين على جلوس الشهود إلى جانب بعضهم البعض فى الصف الأول للمحكمة، معتبرين أن ذلك من شأنه التأثير على سير القضية؛ لأن الشهود سيقومون بتلقين بعضهم الشهادة، وهو ما يخالف القانون؛ مما أدى لحدوث اشتباك بينهم. قام القاضى بالسيطرة على الموقف وبإخراج الشهود خارج قاعة المحكمة وتفريقهم عن بعضهم، واستقبل المتهمون الأمر بالهتاف للقاضى مرددين "إن فى مصر قضاة لا يخشون إلا الله". كما شهدت القاعة عقب سماع أذان المغرب، تكبير أحد المتهمين وإمامة باقى المتهمين للصلاة، واستأذنوا القاضى فى رفع الجلسة لتناول الإفطار داخل قفص الاتهام لأنهم صائمون، كما قام المتهمون بالدعاء بعد الصلاة بنصرتهم، وأن يجعل الله ظلمتهم لوجهه الكريم.