ساعتا زمن تعطل فيهما المدعو «واتس آب»، انقلبت الدنيا على رؤوس أهلها، وجافى النوم العيون،.. وصرخ أصحاب «الواقع الافتراضي»: الواتس آب اتعطل يا رجالة! هذا العالم الافتراضي الذي نعيش فيه، ويعيش.. فينا.. وبنا.. ومعنا، والمكون من واتس آب، وشقيقه فيس بوك، وأقاربهما انستجرام وتويتر وتانجو وفايبر وتليجرام وسناب شات وغيرها مما نعرف ومما لا نعرف، هذا العالم أصبح يتحكم في «وقتنا» ونشاطاتنا وكل مناحي الحياة التي نعيشها ويسيطر عليها. .. لا شك ان «الانترنت» أحدث ثورة في مجال الاتصال، وأصبح بامكان من يمتلك هاتفا ذكيا موصولا بالشبكة العنكبوتية ان يفعل العجائب، ويعقد اجتماعا بين «عمه اللي في البرازيل»، و«خاله اللي في استراليا» عشان يشوفوا «سبوع» ابنه في كفر أبوبلاص!!.. لكن،.. وآه من لكن هذه، أصبح الإنسان «أسيراً» لوسائل التواصل الاجتماعي الإلكترونية، على حساب «التواصل الاجتماعي» نفسه،.. وتحولت زيارة الأقارب وصلة الرحم إلى «كاميرا» يتم فتحها لدقائق.. وسؤالين عن الصحة، وانتهى الأمر! أصبح مشهداً «سائغاً.. غير مستنكر» أن تدخل على مجموعة من الأصدقاء، فتجد كلاً منهم غاب عما حوله وانصهر مع شاشة هاتفه، وقد ارتسمت على ملامح وجه كل منهم تعابير لا علاقة لها بالآخر،.. تجد الجاد.. والمتنرفز.. والمبتسم،.. والمتجهم.. وذا الابتسامة البلهاء.. المتواصلة بلا معنى! رحم الله أيام الخطابات، والتلغرافات، والمكالمات الهاتفية بين البشر.. أيام كنا نتفنن في اختيار الكلمات المعبرة، والجمل الرشيقة حتى يشعر «الآخر» بدفء مشاعرك، وعمق شعورك، ومدى إحساسك نحوه.. هل تعادل مكالمة الفيديو احتضانك لابن عمك أو خالك؟.. هل تساوي رسالة الواتس آب نظرة في عين عزيز عليك؟ هل توصل رسالة البريد الإلكتروني ربتة يدك على رأس قريب يتيم؟ .. هل تتساوى مكالمة التانغو والفايبر مع رائحة العطر التي كانت تفوح من خطابات الأزواج والأحباء قبل اختراع أدوات ووسائل «القطع» الاجتماعي الالكترونية؟ .. هل جرؤ أحدنا على تجربة الذهاب مع زوجته وأبنائه في اجازة، مع اغلاق هواتفهم الذكية، والابقاء على هاتف واحد للطوارئ؟ .. هل نجرؤ على استعادة «خصوصيتنا» التي سلبها شياطين وسائل «القطع» الاجتماعي؟ وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66