استعجبت كثيراً من الآمال والطموحات والمطالب والأحلام التي يضعها جموع عدة من الشعب المصرى علي أكتاف المشير عبدالفتاح السيسي وينتظرون منه تحقيقها ويطالبونه بالترشح للرئاسة من أجل تحقيق تلك الأمانى والمطالب التي سقطت بسببها أنظمة وفشلت أمامها حكومات ويبقى سؤال هل يملك المشير السيسي عصا سحرية لتحقيق كل تلك المطالب؟! الواقع يا سادة يؤكد أن الرجل لا يملك تلك العصا السحرية والعصا التي كان يملكها هى فضل من الله ونعمة كرم بها الشعب المصرى علي يد هذا الرجل واستطاع بها أن يلتهم سحر الإخوان وثعابينهم، أما أن يتخيل البعض أن تتحول تلك العصا إلي سحر يضعه علي أي مطالب لأي فئة فيتحقق في التو واللحظة، فهذا ما لا يعقل ولا يمكن أن يخطر ببال بشر عاقل فاهم واع لهموم وطنه أن تتحقق تلك الآمال بين عشية وضحاها، فالمشاكل لدينا عديدة في التعليم والصحة والبيئة والطاقة وهي مشاكل عفي عليها الزمن وتهاوت أمامها حكومات فهل تنتظرون أن يأت الرجل ليحلها؟! وإذا لم يستطع صببنا عليه جم غضبنا؟! أعتقد أن هذا ما يريده المتربصون بالوطن وبالرجل نفسه أن يصبح مصيره مثل غيره ويخرج الشعب ويطالب بسقوطه كما طالب بسقوط غيره. وفي رأيى أن تاريخ الرجل المحترم من الوطنية التي تجسدت في تخليص مصر من جحيم التقسيم وفرض الإرهاب ورعب البلطجة التي كان ينتوي الإخوان ممارستها في المجتمع تحت دعوي «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».. المشير يا سادة أنقي وأطهر وأكبر من أن يدخل ذلك المنحني الخطير من أجل مطالبكم ولكن هل معني ذلك ألا يترشح الرجل للرئاسة؟! والإجابة بالطبع لا. فلا أمل لمصر في الخروج من كبوتها إلا على يد هذا الرجل ورجاله المخلصين من أبناء القوات المسلحة ويتعاون رجال الشرطة والسياسة والقضاء والإعلان، نقول المخلصين وليس المطبلين، فالحقيقة الوحيدة التي أجمع عليها أبناء الشعب المصري وخبراء السياسة ورؤساء العديد من الأحزاب المصرية القوية ك«الوفد». إن الرجل هو رجل المرحلة ولا يمكن أن يتبوأ غيره تلك المكانة وهذه هي المعادلة الصعبة «الرجل رجل المرحلة والمرحلة صعبة» وهمومها كثيرة وصعبة والطريق ملىء بالقضايا الملتهبة التي تنتظر الانفجار في أي وقت ولا يمكن أن يكون هذا الانفجار في وجه هذا الرجل المحترم، فلا يتخيل أن يستحق منا ذلك بعد أن عرض حياته وأبناءه الذين دفع ويدفع كل يوم أرواحهم ثمناً للحفاظ علي وحدة هذا الوطن وسلامة أراضيه، وما الحل إذن؟! الحل يا سادة هو أن يقف الشعب المصرى في ظهر جيشه ويضع يده بيده ويشد من أزره من أجل أن نخرج بمصر من هذا الوضع المشين الذي يريده لها أعداء ها والشعب المصري أصيل ومعدنه يظهر وقت الشدة، فأيام الانتصارات أكتوبر 1973 تكاتفت جموع الشعب من أجل مصر حتي عبرت من الانكسار إلي الانتصار وحطمت كل الأوهام والأوجاع.. تصوروا يا سادة أن الحرامية والنشالين أيام حرب أكتوبر امتنعوا عن السرقة والنشل من أجل الوطن!! فلكم أن تتخيلوا مشهد هؤلاء من المشهد الذي نراه الآن من الذين يخرجون في وقفات وإضرابات احتجاجية وتعطيل مصالح العباد من أجل مصالحهم الشخصية أفلا تنكسفون؟! اتقوا الله أيها الطامعون في أنفسكم قبل الطمع في الوطن، فالتاريخ لن ينسى لكم «سياسة لى الذراع» التي تنتهجونها الآن ومصر لن تنسى لكم أنكم تمزقونها إرباً إرباً وهي ممزقة أصلاً بفعل الإرهاب الأسود الذي يحصد كل يوم من أبنائها ويدمر في اقتصادها وحادث طابا ليس بالبعيد. «همسة طائرة».. يا سادة يا كل مصرى رفقاً بمصر وبالمشير السيسي، فهو لا يملك عصا موسى وهى لم تعد تقوي علي الجراح والآلام وهي تجد أبناءها يمزقونها من أجل أطماعهم، لقد تحملت آلام المستعمر والاحتلال علي مدار عقود طويلة ولكنها أبداً لم ولن تقوى على تحمل طعنات أبنائها.