وافقت منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية على دواء «السوفالدى» أو «السوفسبفير» بعد إجماع لجنة علماء الكبد الخمس عشر المنوطة بتقييم الدواء على الموافقة على ترخيصه لأهميته القصوى لمرضى فيروس «سي» بعد سنوات طويلة من التجارب الإكلينكية للوصول إلى الدواء المثالى الفعال لمرضى فيروس «سي» والمتميز بنسب شفاء تقترب من 100% إذا تم إعطاؤه مع «الريبافيرين» لمدة من 3 إلي 6 أشهر حسب النوع الجينى. يقول الدكتور هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمي بمعهد تيودور بلهارس: ميزة هذا الدواء أيضاً أنه يؤخذ بالفم دون أعراض جانبية سوى الصداع أو الإجهاد البسيط أحياناً وينفع كل الأنواع الجينية للفيروس بما فيها النوع الرابع المتواجد فى مصر، وهذا يعتبر طفرة غير مسبوقة لعلاج مرضى فيروس «سي»، حيث إن العلاج الحالى من «إنترفيرون» و«ريبافيرين» كانت نسب الشفاء به لا تتجاوز 60% فى النوع الجينى الرابع الموجود فى مصر، بالإضافة إلى قائمة طويلة من الأعراض الجانبية تجعل جزءاً لا يستهان من المرضى يتوقف عن العلاج لعدم تحمله الأعراض الجانبية أو تجعل الطبيب يقلل من جرعات الدواء مما يؤثر بالسلب على نسب الشفاء فى النهاية، هذا إلى جانب أن «الإنترفيرون» يؤخذ بالحقن تحت الجلد ولا يؤخذ بالفم مثل الأدوية الجديدة، كما أن عمل «الإنترفيرون» غير موجه ضد الفيروس ولكن يحفز فقط جهاز المناعة بالجسم للقضاء على الفيروس، ولكن «السوفالدى» أو «السوفسبفير» يحبط تكاثر الفيروس ويوجه سهام القتل للفيروس عن طريق تثبيط عمل الإنزيم الذى يساعد على تكاثر الفيروس، وهذه خطوة غير مسبوقة وطفرة غير معتادة فى علاج فيروس «سي» ولذا تزداد نسب الشفاء بإعطاء هذا الدواء إلى 100% مع «الريبافيرين» لعمله مباشرة على إحباط تكاثر الفيروس فى أهم مرحلة من التكاثر، وتأتى موافقة منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية على هذا الدواء بعد أسبوعين من موافقتها على دواء آخر هو «الأوليسيو» أو «السيمبفير» الذى يؤخذ بالفم أيضاً والفعال ضد الأنواع الجينية الستة الموجودة بالعالم لفيروس «سي» متضمناً النوع الرابع الجينى الموجود فى مصر، وهذا الدواء أعراضه الجانبية قليلة مثل «السوفالدى»، بالإضافة لارتفاع إنزيمات الكبد وقتياً فى بعض الأحيان مع هذا الدواء، وتصل نسب الشفاء بدواء «الأوليسيو» إلى 85%، ولكن بإضافة «الإنترفيرون» و«الريبافيرين» له وبجرعة لمدة 6 أشهر، ودواء «الأوليسيو» يحبط تكاثر الفيروس سابقة عن طريق تثبيط إنزيم «البروتيز» فى مرحلة سابقة قبل عمل الإنزيم الفعلى المسئول عن التكاثر الذى يحبطه دواء «السوفالدى»، ولذا فإن دواء «السوفالدى» أو «السوفسبفير» الذى تم الموافقة عليه أقوى من دواء «الأوليسيو» أو «السيمبفير» الذى تم أيضاً الموافقة عليه منذ أسبوعين، وهذان الدواءان هما باكورة لموافقات سوف تكون متلاحقة لأدوية كثيرة تقترب من 30 دواء أغلبها سوف يكون فعالاً للنوع الجينى لفيروس «سي» الموجود فى مصر وسيكون هناك فى القريب العاجل جداً كوكتيل من أكثر من دواء يعطى لفترة من 4 و6 أسابيع لعلاج فيروس «سي» بنسب شفاء 100% بدون أعراض جانبية وبالفم. وهناك أكثر من ثمانى شركات أدوية تتنافس فى أبحاث هذه الأدوية الحديثة التى تؤخذ بالفم وتؤثر على تكاثر فيروس «سى»، يأتى فى المقدمة شركة «جلييد» بدوائى «السوفسبفير» الذى تمت الموافقة عليه فى 6 ديسمبر الماضي و«ليدبسفير»، وشركة أبوت بثلاثة أدوية - ما زالت أسماؤها كودية - ABT450 & ABT333 & ABT267، وكذلك شركة «بريستول ماير» فى المرتبة الثالثة بدوائى «الدكلاتوسفير» و«الأسانوبرفير»، وشركة «جونسون آند جونسون» بدواء «سيمبرفير» الذى تم الموافقة عليه فى 22 نوفمبر الماضي، وشركة «ميرك شارب آند دوم» بدواء «فانيبرفير» وMK5172، وشركة «روش» بدوائى «ميرسيتابين» و«دانوبرفير»، وشركة «جانسن» بدواء «ميرفيرسن»، وشركة «بوهينجر» بدواء «فلادفير». ويضيف الدكتور هشام الخياط: ومن المنتظر أن يطرح أغلب الأدوية الأخرى فى الأسواق فى عامي 2014 و2015، بعد مراجعة منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية الأبحاث، دواء شركة «جلييد» «سوفسبفير» و«ليدبسفير»، اللذان يؤثران على تكاثر الفيروس بفعالية كبيرة فى مراحله المختلفة، ومن المنتظر أن يطرح الدواءان فى قرص واحد يؤخذ يومياً لمدة 12 أسبوعاً دون أعراض جانبية تذكر، وبنسب شفاء أكثر من 95%، ويصلح لكل الأنواع الجينية حتى الرابع الموجود فى مصر، وإذا أضيف إليهما «الريبافيرين» تصل نسب الشفاء إن شاء الله إلى أكثر من 100%. ومن المنتظر أيضاً أن تطرح أدوية شركة «أبوت» الثلاثة مع «الريبافيرين» و«الريتنوفير» الذى يساعد على تقوية تأثير هذه الأدوية فى كبت تكاثر الفيروس فى قرص واحد أيضاً، يؤخذ ثلاثة صباحاً وواحد مساء، وتصل نسب الشفاء أيضاً إلى أكثر من 90%. هذا وسوف يُطرح العام المقبل أيضاً دواءان من شركة «بريستول ماير سكويب»، وهما «الدكلاتوسفير» و«الأسانوبرفير»، وتصل نسب الشفاء بإضافة «الريبافيرين» إليهما إلى أكثر من 90%. وسيصل كورس العلاج من كل شركة إلى نحو 50 و70 ألف دولار، بيد أن المنافسة القوية بين الشركات الثلاث التى سوف تطرح أدويتها فى الأسواق بدءاً من العام المقبل، ستساهم بعض الشىء فى تخفيض سعر هذه الأدوية قليلا، ولكن تبقى محاولات وزارة الصحة المصرية والمنظمات غير الحكومية المصرية التى ترعى حق المريض بالتعاون مع الجمعيات العلمية للكبد فى مصر من الآن وبأقصى جهد وسرعة، للضغط على الشركات العالمية فى تخفيض سعر هذه الأدوية عند نزولها إلى مصر، وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، أسوة بما حدث من قبل فى أدوية الإيدز عند طرحها فى جنوب أفريقيا والهند. ويجب أن تتضافر جميع الجهود من الآن لكى نساعد 12 مليون مريض كبد مصرى بفيروس «سى»، وندخل السعادة والسرور على أكبادهم وعلى قلوب أسرهم، وتأمل منظمة الصحة العالمية أن تعلن العالم خالياً من فيروس بحلول 2020، فى وجود مثل هذه الأدوية القوية فى أسواق الدواء، بدءاً من العام الحالي 2014، فهل سنلحق بالركب أم لا؟ ويؤكد الدكتور هشام الخياط أن هناك أكثر من دواء «3 أدوية»، تم الانتهاء من المراحل الإكلينكية الثانية وتم تطويرها من قبل شركة MSD وسيتم البدء فى المراحل الأخيرة من التجارب الإكلينكية التى سوف تستغرق سنة، ومن المنتظر أن تطرح فى الأسواق بعد سنة من الآن، وهذه الأدوية تمثل الأجيال الأحدث والأكثر قوة من الأدوية التى تحبط تكاثر فيروس «سي» فى المراحل المختلفة، وتتميز عن الأجيال الأولى بفاعليتها الشديدة وقلة حدوث تحور للفيروس ضدها، بالإضافة لتناولها عن طريق الفم، إضافة إلى أن هذه الأدوية تعطى حبة واحدة فى اليوم وليس مثل الأجيال الأولى التى يتناولها المريض 3 مرات فى اليوم، مما يؤدى إلى نسيان المريض لجرعة أو جرعات قد تسبب فقدان فاعلية العلاج، وتتميز أيضاً هذه الأدوية الجديدة بإمكانية إعطائها لمدة 8 أسابيع فقط بنسبة شفاء تقترب من 100%، أى أصبح فى الإمكان علاج مرضى فيروس «سي» فى شهرين بنسبة شفاء تقترب من 100% وبدون أعراض جانبية وتؤخذ بالفم، ومن هنا صرحت منظمة الصحة العالمية بأنها تأمل بحلول 2020 خلو العالم من فيروس «سي».