أشار الكاتب الأمريكى "توماس فريدمان" إلى سؤال يراوده كثيراً حول لماذا لم يكن هناك انتفاضة فلسطينية ثالثة؟ وأضاف "فريدمان" – فى سياق مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية – "هناك عدد من التفسيرات التى يقولها الفلسطينيون فى هذا الصدد منها أنهم فقراء ومُنقسمون ومُرهقون ويدركون أنه فى نهاية المطاف، قامت الانتفاضتان الأولى والثانية بجلب الضرر أكثر من المنفعة وخصوصاً الانتفاضة الثانية". وأكد "فريدمان" أن الانتفاضة الثالثة سيقودها الاتحاد الأوروبى فى بروكسيل وغيره من المعارضين للاحتلال الإسرائيلى للضفة الغربية فى جميع أنحاء العالم، وليس الفلسطينيون فى رام الله. وتابع "فريدمان" قائلاً: "بات من الواضح أن الانتفاضة الثالثة جارية وهى الانتفاضة التى تخشاها إسرائيل كثيراً لأنها لن تكون بالحجارة والانتحاريين بل تُحركها المقاومة غير العنيفة والمقاطعة الاقتصادية". وتابع قائلاً: "بغض النظر عن أصل المشكلة فقد أصبحت مصدراً للنفوذ الحقيقى بالنسبة للفلسطينيين في مفاوضاتهم مع إسرائيل". وأردف قائلاً: "فى رأيى أن الانتفاضة الثالثة تتمتع بالكثير من التأثير على المدى الطويل لأنها – على عكس الأولى والثانية – تتزامن مع العرض المُقدم من الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن كجزء من اتفاق حل الدولتين الذى يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء لخمس سنوات قبل الانسحاب التدريجى من الضفة الغربية لحدود 1967 ثم السماح لقوات حلف شمال الأطلسى الناتو بملء الفراغ الاستراتيجى لطمأنة إسرائيل؛ بعبارة أخرى، إن الانتفاضة الثالثة تستند إلى استراتيجية جعل الإسرائيليين يشعرون بالأمان الاستراتيجى وليس الأمان الأخلاقى". وتابع قائلاً: "لقد فشلت الانتفاضتان الأولى والثانية لأنهما لم يشملا خريطة لحل الدولتين والترتيبات الأمنية". واختتم "توماس فريدمان" مقاله قائلاً: "لو إسرائيل أرادت حقاً التقليل من حدة حملات المقاطعة فيجب أن تُعلن أنه طالما يحاول "كيرى" إبرام اتفاق سلام وأن هناك أملا للنجاح، فإنه يتعين على إسرائيل تجميد النشاط الاستيطانى وإعطاء فرصة من أجل إحلال السلام".