أراد وزير خارجية قطر الإجابة على التساؤلات فاخفق ، وقال الناس "لو أنه صمت لحفظ ماء الوجه الذي أريق على شاشة التلفزيون" ، فقد غاب الأخ ، وغاب الجار ، وغاب السياسي ، وغاب الدبلوماسي ، ولم نر أمامنا غير "الميوعة" وشيء من "الإنكار" لحقيقة يؤطرها "القرضاوي" وحفنة الإخوان المجتمعين في قطر تحت مظلة الحماية الرسمية . لم يطل علينا السيد العطية بإرادته ، بل كان مدفوعاً للحديث التلفزيوني دفعاً حتى يوقف سيل التساؤلات التي تدور في قطر قبل دول الخليج الأخرى ، وقد مثل الرأي العام القطري وسيلة ضغط على الجهات المعنية في الدوحة طوال الأسبوعين الماضيين ، وبعد أن تمادى "القرضاوي" في تطاوله على دولة الإمارات ، ووصمها بمحاربة "كل شيء إسلامي" ، ولأن نسيج الشعب القطري متشابك مع نسيج الشعب الإماراتي ثارت حفيظة الأهل في قطر ، وكان رد فعلهم قوياً وصريحاً ، وكذلك كان موقف أبناء دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى ، وكان السؤال الأكبر الذي يشغل الجميع "من يدير من في قطر؟" . كان بإمكان العطية أن يصدر بياناً واضحاً يتضمن اعتذاراً لدولة الإمارات عن الإساءة التي وجهها القرضاوي القطري الجنسية والخطيب الرسمي لقناة قطر الرسمية والمستشار الديني بالديوان الأميري منذ عقود ، وكان عليه – أي العطية – أن يعترف بالخطأ ، ولكنه لم يفعل ذلك ، وطالبنا بأن لا نأخذ المواقف الرسمية لقطر من خلال شاشات التلفزيون وبعض المنابر ، وهو يتحدث في التلفزيون ، وهذا يعني ان ما يقوله لا يعتد به ، وبعبارة أكثر فهماً "هو يقول لنا لا تصدقوا كلامي" !! يبدو أن وزير خارجية قطر أقل وزناً من القرضاوي ، فهو لم يتجرأ على تحميله مسؤولية الإساءة إلى العلاقات الأخوية التي يحكمها النسب والتاريخ والجغرافيا بين قطروالإمارات ، واكتفى بالقول "ان القرضاوي أبداً أبداً لا يعبر عن السياسة الخارجية لدولة قطر" و "نحن نكن للأشقاء في الإمارات كل الحب والاحترام ، وأمن دولة الإمارات الشقيقة هو من أمن قطر" ، وهذا كلام يحمل من "النفاق" الشيء الكثير ، وما كان بودي أن أكتب في يوم من الأيام كلمة حول العلاقات الخليجية ، لأننا في هذه المنطقة اخترنا منذ البداية طريق التعاون والتكامل ، فنحن نبحر في قارب واحد ، كل دول الخليج ترتبط بمصير مشترك ، وقد اعتدنا أن نكون أكبر من المؤامرات ، وأن نكون متنبهين للتدخلات ، وأن نواجه الفتن بحكمة وروية وصبر ، وقدمنا التضحيات في مقابل وحدة الموقف ، وسمونا فوق الخلافات الطارئة ، ولم تنحن هاماتنا للعواصف والأزمات التي مرت بها منطقتنا ، بل تكاتفنا وتآزرنا ، فما بال أزمة الإخوان وأطماعهم تنجح في إحداث شرخ بهذا الحجم وهذه التداعيات ؟! لقد حقق قادة دول مجلس التعاون أحلام شعوبهم في التنمية والتقدم ، وصانوا المكتسبات ، ولهذا كله إذا كتبت أكتب بقلم المحب ، وأكتب بقلم المعاتب ، وأكتب بقلم الناصح ، وأقول للأشقاء في قطر إن تنظيم الإخوان لم ولن يكون أكبر من دول مجلس التعاون الخليجي بإرثها وعلاقات شعوبها ومخطئ من يعتقد بأن له مكاناً أو مكانة خارج هذا الإطار ، ومخطئ أيضاً من يضع النار في حجره !! بقلم: محمد يوسف