بعد تضحيات الأمس، لم يعد هناك وقت لمزيد من التضحيات فدماء من رحلوا قد جفت، والأفواه الجائعة قد توحشت، وحان الوقت لبناء مدينة جديدة سماؤها من الحرية، وترابها من الآمال العريضة التى تنتظر خطوات من يفجرها. شهدت مصر خلال الفترة السابقة قفزات سياسية متوالية، فأصبح لرجل الشارع الكلمة فى تمجيد وعزل من يريد، فبعد دستور سطره المصريون بتوافد أدهش العالم أجمع، يستمر مضى الشعب فى كتابة سطور تاريخة ليضع بفئاته مقاييس وملامح الرئيس القادم..واستطلعت بوابة الوفد آراء بعض السياسين وفئات المجتمع حول ملامح هذا الرئيس. ومن جانبه أكد المرشح الرئاسى السابق أبو العز الحريرى، القيادي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، أن الرئيس القادم يجب أن تتوافر لديه ملامح كثيرة منها أن يكون له تاريخ ضد الفساد ومكافحته ولديه برنامج يصلح لإنقاذ مصر ويمكن تحقيقه على أرض الواقع ولديه كفاءة لمعالجة المشكلات الحالية. وأشار الحريرى فى تصريحات خاصة ل" بوابة الوفد" إلى أن الرئيس مادام تولى منصب الرئاسة فإنه قد حصل بالفعل على تأييد القوى الثورية والمعارضة وكذلك الشارع المصرى، مضيفًا أن القوى الثورية لن تمثل عائقًا أمام الرئيس إنما هو من يمثل عائقًا لها إذا وقف ضد مطالبها فى تحقيق الديمقراطية. وعن المرشح الأمثل لرئاسة الجمهورية يرى أبو الحريرى أنه لم يتأكد بعد ترشح فرد بعينه نظرًا للتغييرات التى يشهدها الشارع المصرى. وعلى نحو آخر أوضح الدكتور سعيد اللاوندى – خبيرالعلاقات السياسية بمركز الأهرام الإستراتيجى – أن أهم السمات التى يجب أن يتسم بها رئيس مصر القادم هى الوطنية والنزاهة والحزم والعدل وهذه الصفات لا تتوفر إلا فى رجل عسكرى. وأشار اللاوندى أن هناك توافقًا شعبيًا حول شخص بعينه لشغل هذا المنصب وهو المشير عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع والإنتاج الحربي لأنه قادر على إنقاذ مصر من أزمتها فى مواجهة الإرهاب والتى لن يحسمها إلا قائد وطنى مثل الفريق. وعن المطالب التى يرغبها الأزهر من الرئيس القادم أوضح الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أن ملامح الرئيس القادم يجب أن تمتثل في أن يأمر بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْي، حَتَّى تَتحقق الْعَدَالَةْ اْلاجتمَاعِيْة، وأن يكون رئيساً لكل المصريين قائلاً" لانريد تكرار مبارك ورئاسته للحزب الوطنى فقط ومرسى ورئاسته لدولة الإخوان". وأشار كريمة فى تصريحات خاصة ل"بوابة الوفد" أن الرئيس القادم لابد أن تكون لديه القدرة على قيادة البلاد فى هذه المرحلة الحرجة، مضيفاً "أنا لست من أنصار حكم أصحاب العمم ولا سترة العسكر ولكن حكم السيسى الآن ضرورة بشرط عدم عسكرة مؤسسات الدولة". وعن كيفية تواصل الرئيس القادم مع القوى الثورية يرى أستاذ الشريعة أنه لا يوجد ما يسمى بالقوى الثورية؛ لافتًا إلى أن هذا الوصف انتحال لأن الشعب هو من قاد الثورة، وأكد كريمة أن الفريق" السيس" هو أنفع وأجدر الناس الآن لتولى رئاسة الجمهورية لأنه دخل قلوب الناس وأنقذهم من فاشية دينية كانت متخفية فى عباءة الدين. وعن رؤية الكنيسة للرئيس القادم طالب الأب رفيق جريش– مدير المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية– الشعب المصرى عند اختيار رئيس مصر القادم بالتركيز على البرنامج بعيدًا عن العواطف الشخصية حتى نتلافى أخطاء الماضي، فالمعزول بالرغم من تأييده الشعبى لم يملك برنامجًا لذلك فشل. وأضاف جريش أن مائدة الرئيس القادم عامرة بالقضايا التى تحتاج إلى حل عاجل كملف التعليم والبحث العلمى وقضية العشوائيات والعدالة الاجتماعية، مشيرًا إلى أنها كلها قضايا تحتاج إلى رئيس حاسم وحازم ليس فقط لمحاربة الإرهاب وإنما لمواجهة الانهيار الداخلى للدولة . وأكد مدير المكتب الصحفى للكنيسة الكاثوليكية أنه أي كان الرئيس القادم فسوف ينظر له الشعب بالمجهر ويتصيد له الأخطاء، وخصوصًا إذا غابت العدالة الاجتماعية، آنذاك لن تكون القوى الثورية وحدها هى العائق، وإنما سيترصد له الشعب الثائر الراغب فى حياة كريمة.