تحول اليوم الثانى للاستفتاء إلى عرس وطنى حقيقى ودروس فى معنى الوطنية التى افتقدناها فى زمن الإخوان غير المأسوف عليه والذى استمر قرابة العام والشهرين عانينا خلالها الكثير.. اليوم خرج المواطنون للمشاركة فى الاستفتاء على الدستور وكأن خروجهم دعوة لاقتناص اللحظة والانطلاق بمصر إلى المستقبل الذى يليق بها وينتظرها بين الأمم.. وحملت كاميرا «الوفد» عدة صور للعرس الديمقراطى لها دلالات ومعان لا تكذب أبدًا.. لقد شاهدنا حشدًا من السيدات أمام إحدى اللجان يحملن لوحة كبيرة مكتوبًا عليها «زفة الإخوان الكبيرة» كناية عن انتهاء زمن الجماعة الإرهابية إلى الأبد بعد كل ما فعلوه بنا إرهابا وقتلا وترويعا بعد خلع المعزول محمد مرسى من الحكم فى أكبر ثورة شعبية عرفها التاريخ فى 30 يونية 2013.. كما شاهدنا صورة إحدى السيدات تجلس فوق كرسى متحرك، وقد حرصت على الذهاب إلى لجنتها الانتخابية والمشاركة بالاستفتاء مهما كلفها ذلك من عناء.. ورأينا صورة شابين حرصا على التقاط صورة لهما وهما يحملان بطاقتين عليهما علم مصر.. ومن المشاهد المؤثرة خروج سيدة مسنة من لجنتها الانتخابية على حامل بأربع أرجل كما لفت نظرنا صور السيدة التى رفعت بأيديها إلى السماء وكأنها تقول «يارب افرجها».. وهناك أيضا صورة السيدة التى وضعت النسر المصرى خاتمًا لأصبعها وهو شعار العلم المصرى.. أما المشهدان اللذان كان لهما أكثر من معنى فهما صورة الأب الذى حرص على اصطحاب ابنه خلال التصويت لكى يعلمه ألف باء الديمقراطية منذ الصغر والصورة الأخرى لأم حرصت على اصطحاب أطفالها إلى لجنتها الانتخابية وهم يحلمون علم مصر وصورة السيسى ولفت نظرنا أيضاً صورة سيدة حرصت على غمس أصبعين فى الحبر الفسفورى وليس صابعا واحدًا فرحة بالحدث، والصورة الأخرى لمنتقبة تحمل بطاقتها الانتخابية وعليها الموافقة بنعم وأخيرًا تتبقى صورتان الأولى للازدحام الشديد أمام إحدى اللجان وأحد الناخبين يرفع علم مصر والصورة الأخرى لضابط جيش يصطحب سيدة مسنة إلى لجنتها الانتخابية.