السيدة خديجة زوج النبى محمد عليه الصلاة والسلام أراها فريدة من نوعها، ولم تكن هناك امرأة «زيها» في عصرها، وسيرتها تؤكد ذلك، فقد كانت صاحبة تجارة واسعة وهذا أمر أراه استثناء بكل المقاييس، حيث كانت المرأة خاضعة للرجل تماماً، ولا تملك شيئاً باسمها! والسيرة النبوية تؤكد أنها هي التي طلبت الزواج من نبى الإسلام بعدما أعجبت به وبأخلاقه، وكان لها زمام المبادرة في الارتباط الشرعى به، وهذا بالطبع لم يكن موجوداً أبداً في جزيرة العرب وحتي هذه اللحظة لا نراه في أى بلد! وكانت السيدة خديجة تكبر زوجها نبى الإسلام بخمس عشرة سنة، ومع ذلك عاشت معه فى «التبات والنبات» بالتعبير العامى الذي يعنى السعادة وأنجبت له أبناءه وهى أول من آمنت برسالته قبل أى رجل، وهذا السبق في الإيمان جدير لبنات حواء الافتخار به علي الدوام في كل العصور.